أحسنتى سيدتى ...
لا خلاف على مضمون حديثك الرائع .. وجزيتى عليه خيرا ..
والسؤال الآن .. ما هى أسباب الفرقة ؟ وكيف تعالج ؟
أرى من وجهة نظرى .. أن السبب الرئيسى لكل ما نحن فيه من فرقة وتشرذم هو انعدام .. واقول انعدام .. لا قلة .. القدوة .. والتى من مظاهرها التالى :
اندثرت الأخلاق الطيبة المستقاة من تعاليم الدين الحنيف ..
اندثر الخطباء المفوهون الذين يركزون على تربية الأخلاق والعادات الاسلامية الصحيحة .. والمشكلات المجتمعية الحقيقية ..
اندثر المعلمون واصبحوا صورا لمعلمين يسعون وراء المادة حتى يعيشوا .. لذا ضاعت هيبتهم غصبا عنهم ..
غاب الأب عن أسرته للعمل بالخارج وتركهم بلا تربية .. فانهدمت نفسيته وضاع اولاده ..
خرب المجتمع من داخله ولم يبقى سوى هيكله المتمثل فى السىء من الدين ومن العادات ومن الاخلاق ..
حتى وصل الحال الى الخلط ما بين الحق والباطل .. والتوهان ما بين الاتجاهات ..
ضاعت الثوابت والقدوة .. وأاصبحت المشكلة أن الناس اقتنعوا أنه ليست هناك مشكلة .. ومعرفة المشكلة أول خطوات الحل ..
وأرى أن الحل لتلك المشكلات الى تأصلت بشكل مقصود فى مجتمعنا سيستغرق وقتا طويلا .. وعملا دؤبا .. ورجالا مخلصين ..
يتعلمون دينهم وأخلاقهم وسيرة رسولهم ويقتدون بها فى كل الأمور الحياتية تدريجيا .. وهناك بالفعل الكثير من هؤلاء .. قد نراهم ولكن لا نعرف عنهم شىء .. بل احيانا نتجنبهم لأنهم أناس ملتزمون أو محترمون .. فالاحترام سيدتى أصبح سبة فى هذه الأيام ... ومن يظهر تدينه واحترامه , يستهين به الناس .. أما من يبلطح ويعلى صوته فيقوم له الناس رهبة واجلالا ...
هؤلاء هم الأمل الوحيد فى الحل .. وأستطيع أن أحصر أكثر من 100 شخصية من هؤلاء فى برمبال والرياض .. يكون دورهم فى استلام ذويهم ومجتمعهم ..
سيدتى .. المسجد كان أساس التربية والعلم والأخلاق .. وما ضاع الناس الا من بعد ما هجروا .. بضم الهاء وتشديد الجيم .. من المساجد لا من الصلاة بل من تلقى العلم فيه والقدوة والتطبيق ..
وما تاه المجتمع الا من بعد ما غاب حكماؤه وعقلاؤه ومربيه ..
أكرر شكرى لحضرتك على فكرة البحث فى أسباب الفرقة ... وايجاد الحلول لها ..
نفعنا الله بعلمك ..