بها نرقى وبها ننحدر .. احلام الجندى

[rtl]بها نرقى وبها ننحدر .. احلام الجندى [/rtl]
[rtl] [/rtl]

التربية ثم الثربية ثم التربية أو ما يقصد به التعليم ثم التعليم ثم التعليم المدعم بالقيم والمبادئ ومكارم الأخلاق التى ما جاءت الأديان إلا لدعمها وإتمامها مصداقا لما بينه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وما خبره الناس فى تعاملاتهم حتى أقروا بأنه لا تقوم أمة إلا بها فـ :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ففى هذه الأخلاق والقيم والمكارم الحل لجميع مشكلاتنا ولكن بشروط :

[rtl]اولها : أن يعد المعلم الذى سيتولى ترسيخها وغرسها ومتابعة تطبيقها على أعلى درجة من الإعداد الأخلاقى والعلمى المعتمد على الإيمان بدوره كمربى و معلم ومؤسس لنهضة وحضارة وتقدم بلده وأمته بل وهداية عالمه من خلال رعايته لطلابه ومجاهدته لغرس هذه المبادئ فيهم.[/rtl]

ثانيا : لن يؤدى المعلم المعد هكذا دوره على الوجه الأكمل إذا ظل مهانا فى وسائل الإعلام ، أو ظل فى مؤخرة المكانة الاجتماعية التى يسبقه فيها حتى الوزير او القاضى ، فالمعلم يجب أن لا يتقدمه مخلوق فى مكانته فهو مربى القاضى ومعلم الوزير .

ثالثا : لكى تحفظ كرامة المعلم ومكانته يجب ان يكون دخله أعلى دخل حتى يشرئب الى مكانته كل راغب فيسعى بكل جهده لتهذيب نفسه والارتقاء بعلمه حتى يتأهل لنيل هذه المكانة .

أما إذا ظل المعلم مهانا إعلاميا، متدنيا اجتماعى ، يشعر بالدونية عندما يحتاج الى إكمال قُوته ومتطلبات حياته بمد يده لتلاميذه ، والسعى على رزقه طوال نهاره كسعى الوحش فى البرية ، حتى لا يجد وقتا لتثقيف نفسه ، والارتقاء بدرجته ، ومتابعة طلابه ، وأداء مهامه ، بل قد يتودد الى طلابة ولو بإهدار هذه القيم والمبادئ، فهذا سر الانحلال الأخلاقى الذى نعانى منه وما يترتب عليه من ضياع كل القيم والمكارم والانحدار فى كل المجالات بين الأمم .

فإذا توفر هذا المعلم وتبنى ولاة الأمر الحكمة التى وصل اليها أحد الحكماء عندما قال:

لو كنت مكان فرعون ما قتلت أبناء بنى إسرائيل ولفتحت لهم مدارس علمتهم فيها مبادئى
لتحققت وصية نبينا صلى الله عليه وسلم : ربوا أولادكم صغارا تقر أعينكم بهم كبارا.

فبالمعلم وبالتربية والتعليم وتبنى أبناءنا صغارا وكبارا على قيم ومبادئ كريمة ، وغرس غايات قومية ووطنية عالية ، وتأصيل مفهوم الخيرية فيهم وأن الله إنما يريدنا أن نكون خير أمة أخرجت للناس بما أرسله لنا من نبى وجعله قدوة لنا إن اتبعنا هديه سدنا الدنيا كما ساد أنصاره ، و بما فضلنا به من دين وبما حفظه لنا من قرآن و بما اختصنا به من لغته يتغير هذا الواقع المهين .

للأسف لم يفعل حكامنا على مدى الستين عاما الماضية هذا ليتملكوا قلوب العباد فيدينوا لهم ،- بل سعوا لتملك قلوب قادة العسكر باستمالتهم بالمناصب فى كل وزارات وهيئات ومؤسسات ومحليات الدولة وما يترتب عليها من دخلول مهولة بعد تقاعدهم للتمكين لبقائهم و عدم قدرة مواجهة العباد لهم - وما هذا الا لظلمهم وفسادهم وفساد حاشيتهم وأعوانهم فأهدروا التعليم و ربما تعمدوا ذلك حتى لا يتعلم متعلم معنى الحق ومقاومة الظلم والظالم فيعجلوا بمقاومة ظلمهم وهدم ملكهم ،

[rtl]ولكن مشيئة الله نافذه و قد سخر من الأسباب مالا قدروه فانقلب الغدر والظلم على صاحبه فيسر لهذا الشباب المهدر حقه فضاء مفتوح ، و شبكة معلومات اطلعتهم على الدنيا وعلومها وحضارتها فعرفوا حقوقهم ، وشبكة تواصل اجتماعى توافقوا من خلالها على مواجهة من يسلبهم هذا الحق وثاروا على الظلم وأهله.[/rtl]
[rtl] وللأسف لا يزال الظالمون – بتغلغلهم الأخطبوطى فى كل مفصل من مفاصل الدولة -مصرون على مواجهتهم والإبقاء على نظامهم الفاسد الظالم وتسخير كل الوسائل للقضاء على كل أثر لهذه الثورة المباركة ، ولا نظنهم سيفلحون فما دام المظلوم قد عرف حقه وعرف المواجهة والزود عن هذا الحق فلن ترجعه قوة مهما كانت ولن يضيع حق وراءه مطالب فإما العيش بكرامة وإما الموت بشرف . [/rtl]
[rtl]
فهل يعى من يعتبرون أنفسهم عقلاء هذا البلد وحماته والقائمين على أموره والمسئولون عن حفظ مقدراته ذلك ؟ [/rtl]
[rtl]وبدلا من أن يواجهوا هذا الشباب الثائر يبحثوا عن حلول ترضيهم وتشعرهم بأن هذا وطنهم ومن حقهم أن يعيشوا فيه كراما ، ويشاركوا فى بنائه ، كما تحفظ لهم بعضا من آدميتهم وتقر لهم بعقلانيتهم ؟ . [/rtl]
[rtl]نتمنى هذا وندعو الله أن يهدى الجميع ويجمعهم على كلمة سواء ويحفظ مصرنا آمنة مستقرة راقية ناهضة يسعى لودها الأمم وسائر بلادنا الثائرة .[/rtl]
[rtl]احلام الجندى
مساء السبت
5/4/2014[/rtl]