صبى نقاش
أحيانا كثيرة أروح أسأل نفسى ووالدى يرحمه الله لماذا علمتنى فى هذا الزمن الذى لم يكن
فيه تعليما فى بلدنا ، كان التعليم على أيامنا صعب المنال والكل يكتفى بمرحلة الكتاَاب
وحفظ القرآن الكريم ، لست أدرى لماذا أصر على تعليمى ؟ هل لأنه لم يتعلَم أم لأنه
كان يريد إبنه أفندى مثل كبار القوم ؟، كثيرا ما أدعو له بالرحمة فى صلواتى وكثيرا
ما أسأله من داخلى لماذا هذا العزاب الذى عشته فى المذاكرة والسهر والغربة والعيش
وحدى من أجل شهادة صارت بروازا على الجدار مثلها مثل لوحة إشتريتها بقروش قليلة .
قد تسألنى لماذا تقول ذلك وأنا الذى كنت حريصا على تعليم أولادى وأحفادى ؟!!
الحكاية أننى وكلما إستقدمت نقاشا أو سباكا أو نجارا لعمل فى بيتى أرى العجب آخرها هذا النقاش
الذى رفض الإتفاق على الأجر الذى يناله بعد إنهاء مهمته فى دهان الشقة وقال مش هنختلف لكنه
وبعد أن كان يطلب فلوس كل يوم تحت الحساب له ولصبيه وعند الحساب وعلى تقديرى أنه حصل
على ما يستحقه وجدته يطلب المزيد ، ولما أفهمته أن هذا كثيرا رد ردودا غريبة بل طلب منى أن
لا أطلبه مرة أخرى وأضاف ياريت تمسح رقمى من على موبايلك ! ولما أفهمته أنه منذ سنوات
قليلة قد أخذ وبناء على طلبه ربع هذا المبلغ رد الحياة غليت شوف سيادته ما أخذته سابقا منك
إضربه فى عشره ! طلبت منه أن يصحبنى معه كصبى نقاش فقد يكون هذا مفيدا بدلا من
الوظيفة والمسئولية ووجع الدماغ وكلها فرشاة ورولة وجوانتى ودمتم ، صدقنى العملية مش
محتاجة غير شوية صبر ، ولعل الأجانب يقومون بهذا العمل فى بيوتهم . نسيت أقولك أنه قد
يجيئ لك بعد عدة مواعيد وبعد يومين يتغيب بداعى المرض ثم تكتشف أنه راح يعمل فى شقة
أخرى وقد ترك عندك عدة الشغل والسؤال الآن لماذا تكون هناك مكاتب يلتحق بها خريجى مدارس
الصنايع المدربين على المهن المختلفة وتكون لهم رخصة فلا يعمل فى هذه المهن إلا هؤلاء الخريجين ؟
ويكون الأجر بالإتفاق مع هذه المكاتب كما يحدث فى الغرب ، ساعتها سنقضى على هذا الإستغلال ؟
نأمل أن يكون وزير التعليم الفنى قد شرب من الكأس الذى شربنا منه ومن الفصول البايخة
مع كل الصنايعية فى كل المجالات ويجد حلا لهذه المشكلة .