عبده مستاء
صديقى عبد العزيز اللذيذ كما يحلو لنا نحن الشلة أن نسميه ، إنسان جميل من زمن أجمل
ولا يشغل باله بأى شيئ ، شعاره فى الحياه تخرب تعمر بسيطه ضاربها صرمة قديمة ، عبد الورد
كما يحلو لبعض الأصدقاء أن ينادوه إبن نكته ، ويحلو لنا أن نلتف حوله كثيرا بل ونعقد اللقاءات
الدورية عند أحدنا لنضحك ونسعد ونسمع منه آخر نكته ، فالحياة دائما تحتاج بعض التغيير لنغسل
همومنا فى جلسة بوح بعيدا عن مشاكل الحياة والستات ، وفى جلستنا هذه المرة هالنا ما رأينا
عليه عبدالعزيز !! سألناه عن السبب فراح يشرح لنا بكلمات غير مفهومة متكلماعن السوق والدولار
والريال ويحكى لنا بأسلوبه المحبب لنا فلقدعاش أيام كان الدولار بخمسين قرش والريال بعشرة قروش
والجنيه المصرى بجنيه دهب ، وراح يحكى لنا أيام كان يشترى كيلو الطماطم بقرش صاغ وكيلو الخيار
بتعريفة والبرتقال ابوصرة بأربعة قروش ! وأيام كان الجنيه المصرى سيد العملات ! .
وكانت فرصة فراح كل منا يحكى عن ذكريات الماضى الذى كان وما أحلاها هذه الذكريات المحفورة
فى قلوبنا ووجداننا رغم قلة الأمكانات فى تلك الأيام ، فجأة صرخ فينا عبد العزيز .. لا داعى للكلام
فى الماضى الذى كان ، دعونا نستشرق المستقبل فلقد صرنا فى المؤخرة بعد أن كنا فى المقدمة ، هل
تذكرون أننا كنا فى الماضى القريب الأوائل فى كل شيئ حتى فى الرياضة ؟ وهل تتذكرون أن الكل
كان يخطب ودُنا بل ويراعى مشاعرنا ؟عندك كل الحق يا عبد العزيز فكفىانا تباهى بما فعله الأجداد وأننا
أصحاب حضارة سبعتلاف سنة ونعمل بضمير فى كل شيئ حتى فى حبنا لبعض ولعملنا وبلدنا وأهلنا
وعيالنا ولماذا عدنا نتصارع ونتلاسن فى أى خلاف وكله مش طايق نفسه ، ومحدش عاجبه حاجة ، وكله
بيقول يارب نفسى ولا يبحث إلا عن مصالحه الشخصية ويريد الوصول الى المجد بأى ثمن حتى لو ركب
على أكتاف زملائه ، تكلم عبد العزيز عن الفضائيات والإعلاميين والمعارك الدائرة بينهم والخلافات
وكله على الهوا وعلى عينك ياتاجر وياريح كتَر من الفضا لقد عرفنا لماذا هو مستاء ومكتئب
لك الله يا عبد العزيز ولم يعد هو الذى كنا نعرفه ، وعرفنا سر إستيائه من حالنا معا وحال القلوب
المريضة الشامتة ومن يطعن أخيه من الخلف ، ومن يبيع بلده من أجل حفنة دولارات ، كنا نظن
أن عبد العزيز صار بعد هذا العمر كمعظم جنرالات المقاهى فوريجى كلام وبس ،هؤلاء الذين
يجيدون الكلام لكنهم لا يجيدون الفعل ، وقد تكون هذه آفاتنا فى الوقت الحالى الذى كثر فيه الضجيج
بلا طحن وصرنا نجيد القيل والقال والنميمة السياسية والكلام فى أعراض خلق الله ،والفضائيات تشهد
على ذلك كل يوم بينما العالم يعمل ويبتكر ويتقدم ! لا أعتقد أنه من هذا الصنف فأنا أعرفه منذ سنين
طويلة وشاركنى مراحل حياتنا فى الحلوة والمرة ، ويقينى أنه على حق فى شعوره ومشاعره تجاه
بلده وتجاهنا ، ! لك الله ولنا يا عبد العزيز.