تحفيظ القرآن.. تجارب ونصائح
إحدى الحلقات المسجدية لتحفيظ القرآن
لا يخفى على عاقل ما أعده الله لحافظ القرآن من فضل عظيم، ومكانة سامقة، بل إن هذا الفضل وهذه المكانة تتعديان الحافظ إلى من حفظه ويسر له ذلك، حتى تصيب والديه؛ ومن ثم تتعدد الفضائل التي تعود على المجتمع.
ومنذ القدم انتشرت مكاتب ودور تحفيظ القرآن الكريم، في القرى والنجوع والكفور في عدد كبير من البلدان العربية والإسلامية، فزاد عدد حفظة القرآن، وامتلأت بهم المساجد، وراحوا يتنافسون فيما بينهم في تزيين أصواتهم وتحبيرها بالقرآن. وكان المار من أمام مسجد أو مكتب لتحفيظ القرآن يسمع أزيزا كأزيز النحل.
غير أنه للأسف الشديد، ومنذ بداية الثمانينيات من هذا القرن، قل اهتمام الحكومات بمكاتب تحفيظ القرآن، فانحسرت دور التحفيظ، بل تحول بعضها إلى بوتيكات ومحلات للبيع والشراء، فقل الحفاظ، واتجه المحفظون للبحث عن وظيفة أخرى يعيشون منها، وخلت المساجد من حفظة القرآن إلا من رحم الله، وقليل ما هم. فانبرى عقلاء الأمة يطالبون بإعادة الكتاتيب، والاهتمام بحفظة القرآن، قال تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
ورغبة منا في رصد بعض التجارب الناجحة لحفظ وتحفيظ كتاب الله. وفي الوقت نفسه رصد العوائق التي تواجه الحفظة والمحفظين؛ التقينا بعدد من حفظة ومحفظي والقائمين على دور تحفيظ القرآن الكريم فكان هذا التحقيق...
نحفظه ويحفظنا
محمد محمد جاد
من المملكة العربية السعودية