المواطن فى خدمة الحكومة ، اذا أين تقع المشكلة ؟
المواطن المصرى هو واحد من النعام التائهة التي ستدفن رؤوسها فى الرمال لولا حكومته المخلصة ذات العيون الواسعة والمفتوحة على كل ما يدور حولها فهي الذات الإلهية والمحور
فهل يستطيع المواطن المصرى وحده تغيير العالم وهذه الحياة الفاسدة ؟
ما الذي يدور بداخل عقله ؟ حلم ، رغبة ، عاطفة ؟
لا يعنينا ذلك فى شئ
فالمواطن المصرى لا يستطيع ادراك اى من هذه الحواس والمشاعر فإن حاول ان يتكلم فكلماته عبارة عن ثرثرة لا طائل من ورائها ، هو ليس الا شيطان من نسل إبليس
اما حكومتنا المخلصة فهي ذات ادراك واسع وتفهم أمور كثيرة، هي من تؤلف القصة وتصنف من حولها من المواطنين المستسلمين، تحذف من حياتهم كل ما يتعلق بالآدمية حتى لا تأخذهم الحماسة والتهور فيتخطوا الخطوط الحمراء وعليهم أن يعرفوا أن انتقاد الحكومة المخلصة هو انتهاك للمقدسات، وأن نصرة أية قضية عربية هي تصرف غير مسئول من بعض المجانين والحمقى، وتجاهل لموازين القوى وتعريض النفس إلى التهلكة.
فالمواطن المصرى إذن أحمق ، أحمق مفرد ، والجمع حمقى ، فإياكم وصحبة الحمقى

أثناء إجراءات العملية الانتخابية حاولت ان اذهب للمشاركة لكننى لم أستطيع حيث تساءلت بينى وبين نفسى عن الفائدة المنتظرة فالمواطن المصرى البسيط مثلى لا يحتاج الا الى التغيير من أجل اصلاح ولو جزء بسيط من المشاكل التى تواجهه هو واسرته ولكننا ادركنا بعد غياب وبعد عودة عقولنا الى رؤوسنا ان التغيير كلمة حذفت من القاموس المصرى من قديم الأزل.
فما الفائدة من وراء المشاركة والذهاب الى اللجان الانتخابية وتحمل المتاعب وضياع الوقت؟
سيردد البعض منك مقولة الحق الانتخابى وهنا اقول لهم ان جميع حقوقنا مسلوبة فما المانع من انضمام الحق الانتخابى لها هذا بالاضافة الى انه لا يوجد ما يدعى حق انتخابى من الأساس.
بعد اعلان النتيجة وتحديد المرشح الفائز بالكرسى الذهبى احترت وتوقف قلبى عن العمل وتساءلت كالعاده بينى وبين نفسى عن الأسس التى يتم من خلالها اختيار المرشح.
هل يوجد شروط محدده فى المرشح من علم وثقافة او انه شخصية اجتماعية او انه انسان حضارى لكننى لم اجد فيه اى من هذا فانا اعرف المرشح الفائز معرفة تامة ولا يتصف باى صفه تؤهله لمجرد ترشيح نفسه لا للنجاح ايضا فكل ما فى الأمر بضعة أموال وشخصية بناؤها النفاق.
أغلب الناس البسطاء لا يعرفون المرشحين ولا يجاملون أحدا فكل ما يحتاجونه هو التغيير لذلك فان أكثر ما يستطيعون تقديمه فى العملية الانتخابية هو الدعاء لم استطاع التغيير ولمن يسعى ايضا الى التغيير.
الحاجة ستوته المبسوطة فوجئت ببعض الأشخاص يطرقون بابها ويطلبون منها الحضور الى اللجنة للادلاء بصوتها فذهبت معهم وطلب منها المسئول بالذهاب خلف الستارة والادلاء بصوتها فأخبرته بأنها لا تعرف القراءة ولا الكتابة فما كان منه الا ان طلب منها ان تخبره لاى شخص ستدلى بصوتها وسيقوم هو بتحديده فى الورقة فأخبرته بان يمنح صوتها لاى شخص ولتمتع هذا الشخص بالنزاهة والشرف عاد ليسألها ان تختار ما بين الجمل والساعة والراديو و..... و..... وبعد تفكير عميق وجدت الحاجة ستوتة المبسوطة ان الجمل هو المراد فقد ظلت طوال عمرها تتعايش معه هو والبهائم وتعرفه جيدا عن اى رمز اخر فقد كانت معروفة بحب البهائم ومن بينها الجمال والحمير فأخبرت المسئول باختيارها للجمل وبعدها سارعت الحاجة ستوتة المبسوطة بالخروج وما كان من المسئول الا انا قام مسرعا خلفها لانه يتوجب عليها اختيار مرشحين ويعتبر صوتها باطل باختيار احدهم دون الاخر فطلب منها ان تختار مرشح اخر فاستغربت وقالت له الا يكفى مرشح واحد فنظرت الى المسئول وطيبة الارض كلها تعلوا وجهها البشوش قائلة : لقد اخترت الجمل فبالتأكيد فالمرشح الأخر هو الحمار وهنا تركت الحاجة ستوتة المبسوطة اللجنة بعد ان ادت مهمتها بنجاح تاركة كل من كان متواجدا فى حالة ذهول وفجأة انفجروا من الضحك.
الناس لا تعى شيئا وكل الاشخاص الذين ادلوا بأصواتهم حالهم حال الحاجة ستوتة المبسوطة رغم ان اغلبهم من اصحاب الشهادات واصحاب العلم فالحاجة ستوتة المبسوطة اختارت الحمار لانها وجدت فيه الامل فهو من يتحمل المتاعب ولا يشتكى وحمل عنها الأثقال طوال حياتها وساعدها دائما هى واسرتها فى الكثير من الاعمال لكن مع الاسف الحمار الذى اختارته الحاجة ستوتة المبسوطة لم يكن متواجدا بين المرشحين.

ها قد جاء اليوم الذى تخلى فيه المصرى عن حماقته
وتحول من نعام الى أسود
لا ترضى للفساد بوجود
واصبحنا على مقربة من اليوم الموعود