بعد أن لاحظت فى الفترة الأخيرة بعض النداءات المطالبة بانهاء الاعتصام وأنه لم يعد هناك داعى للمظاهرات أكثر من ذلك خاصة أنهم يرون أنه قد تم تحقيق كافة المطالب التى طالب بها المتظاهرون فهل سنرضى بحياتنا هكذا دائما نلبس الفقر درعا ونحمل المُّر معطفا ولذا كان لابد لنا من التوضيح عن بعض أسباب ضرورة استمرار انتفاضة الشباب خاصة بعض اتهام البعض لهؤلاء الشباب بأن إستمرار إعتصامهم هو مدعاة للفوضى وهنا سأقول لكم بأن هذا الشباب يأبى السلاسل وستظل مصر أرض السنابل وستظل أنفاسهم تشق الصدور ودموعهم تحرق الخفوق.

نأتى للسؤال المحورى

ما هى مطالب الثورة ؟

* اسقاط الحكومة *

سيقول البعض منكم بأنه بالفعل قد تم اسقاطها وهنا أعارضكم فالهدف لم يكن اسقاط الحكومة بل هو إسقاط النظام ذاته وهذا لن يتم إلا باسقاط الحزب الوطنى ويشمل أمانة الحزب ولجنة السياسات وحتى رئيسه كما أنه من قبل قام مبارك بتغيير حكومة عاطف عبيد التى خربت البلد واستبدلها بحكومة نظيف وكانت سبب فى خراب أكبر ومع ذلك فمازال هناك حوالى 15 وزير من الحكومة القديمة وطبعا كل حكومة يأتى بها مبارك لا جديد لها سوى خراب أكبر من سابقه.

* محاسبة الفاسدين *

سيقول البعض منكم بأنه بالفعل قد تم ذلك وهنا أذكركم بأن هناك العديد الذى لم يتم ذكر أسمائهم وهم جمال وعلاء مبارك وأقارب السيدة سوزان مبارك والعديد من أعضاء الحزب الوطنى البارزين وكذلك العديد من الوزراء السابقين الذين تعاقبوا طوال فترة رئاسة مبارك للحكم وعاثوا فى الأرض فسادا.

* رحيل مبارك *

ردد العديد منكم مقولة أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى وأنها مجرد شهور معدودة لانتهاء فترة حكمه فلماذا نرغب فى رحيله الأن قبل الغد ولماذا لا نصبر وهنا أقول أن مبارك قال فى خطابه أننى لم أكن أنتوى (هكذا قالها أنتوى) الترشح لفترة رئاسية جديدة وهو بذلك أطلق جملة من السهل جدا اللعب عليها سياسيا فمن الذى يضمن عدم ترشحه وهناك العديد من الطرق من ضمنها تنظيم مظاهرات مؤيدة له كما حدث منذ يومين والمطالبة خلالها ببقاء مبارك ويخرج علينا بعدها بخطاب يعلن فيه بأنه ونزولا على رغبة الشعب سيرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة وبالتأكيد لن تخرج اى مظاهرات معارضة بعد أن يلقى جميع المعارضين فى المعتقلات هذا بالاضافة الى الثقة المفقودة والتى تكاد تكون معدومة من الأساس والتى سببتها سنوات كثيرة من الكبت والإهانة والقمع والإعتقالات والعديد من الوعود التى لم ترى النور والتى تدل على أنها مجرد وعود زائفة لم يتحقق منها شئ منذ 30 عاما مضت والمشكلة الأن ليست فى رحيل مبارك فهو يعتبر قد انتهى من وجهة نظر الشعب والعالم أجمع وحتى لو رحل سيأتى العديد ممن يحملون البخور للمطالبة ببقائه وسيصرخون بأعلى أصواتهم " لا ترحل يا حبيبنا ".
وأيضا هناك اقتناع لدى البعض بأن رحيل مبارك هو نهاية العالم وبداية عصر الفوضى وانتشار الفتنة وهذا إقتناع خاطئ لا يدين أحد غير مبارك نفسه فهى بذلك تعنى أنه لم يسمح لأحد لديه القدرة على تحمل المسئولية بالظهور على الساحة السياسية وكان يبيد كل من يكون لديه القدرة على ذلك وسأسألكم سؤال الأن
هل لو مات مبارك الأن ستنتشر الفوضى والفتنة ؟
هل بذلك لو رحل عن الرئاسة ستنتشر الفوضى والفتنة ولو مات لن يحدث ؟
كل هذا يدل على شئ واحد فقط أن مبارك كان يخطط لهذه الفوضى حتى لو مات ولم يتم انتقال الرئاسة إلى وريثه الذى اختاره هو فقط وهذه الفوضى هى التى رأيناها وحدثت بالفعل وما زالت تحدث ويتحدث عنها الغالبية من الرافضين لرحيل مبارك.

من السبب فى هذه الفوضى ؟ (السؤال يجيب على نفسه)

الفوضى التى ترعب الجميع هى عدم الشعور بالأمن والأمان والغلاء والتدخل الأجنبى والتضخم.

نأتى لأول نقطة وهى عدم الشعور بالأمن والأمان ونتسائل هنا عن أسباب ذلك وهى غياب الأمن وهو ما تسببت فيه وزارة الداخلية والذى إختفى مع أحداث جمعة الغضب فى 28 يناير وذلك من خلال خطة منظمة بدقة متناهية وهى ما تؤكد عليه العديد من الوثائق التى انتشرت على الإنترنت حتى لو كذّبها البعض منكم فتتابع الأحداث فى ذلك الوقت تدل على مصداقيتها فكيف يتم اشعال النيران فى أقسام الشرطة فى وقت واحد وبطريقة واحدة فى أول يوم وكيف تفتح أبواب السجون على مصرعيها ويخرج المساجين فى أول يوم وفى اليوم التالى مباشرة يحدث نفس الشئ وبنفس الطريقة وكيف ينتشر البلطجية والمجرمين بهذه الطريقة المنظمة فى جميع أنحاء مصر فى نفس يوم هروبهم من السجون ؟
لو أعملنا عقولنا أول شئ يفكر فيه أى هارب من السجون هو البحث عن المأكل والمشرب والإختباء بعيدا عن الحيون فكيف له وفى أول يوم أن يخرج وبيده جميع أنواع الأسلحة البيضاء لارهاب الناس ويسبب الرعب جميع أنحاء مصر أم أنها خطة مدروسة وبدقة وعناية فائقة.

نأتى الأن لمشكلة الغلاء والتى يعلم الجميع من السبب الأساسى فيها هى السياسة التى يتبعها النظام بعدم وضع تسعيرة تموينية مما ساعد التجار على المزايدة التى زادت عن الحد وإمتصت من دماء الناس وكذلك السماح لأتباع الحزب من إحتكار بعض السلع وأن يتاجر بها حسب رغبته دون مراعاة عامة الشعب الذى يعانى غالبيته من الفقر وانتفخت بطونهم من دم هذا الشعب.

دعنا من كل هذا سيقول البعض هناك مشكلة أعظم سنواجهها ألا وهى مشكلة التضخم وهنا أقول لكم كيف ترفضون استمرارنا فى المظاهرات والمطالبة باسقاط النظام وهو من تسبب فى هذه المشكلة.
من السبب فى زيادة حجم المديونية الى هذا الرقم الخيالى ؟
ألم يحدث هذا فى ظل هذا النظام وفى الوقت ذاته لو ألقيتم بنظركم تجاه ثروات كل من مبارك وعائلته وما سمعناه من ارقام وأنظر الى ثروات أحمد عز وإبراهيم سالم الذى يمتلك وحده نصف شرم الشيخ وهو المسئول عن تصدير الغاز الطبيعى لاسرائيل بنصف التكلفة أعتقد أنه من خلال ثرواتهم نستطيع تقليل حجم المديونية.
كل هذا يلخص شئ واحد أن الثروات التى يحتكم عليها أتباع هذا النظام ورجال الحزب من رجال الأعمال تستطيع سداد هذه المديونية بل وقد تكون ضعفها فمن أين يأتى التضخم وهذا يدل على أن مصر من الدول الثرية وليست فقيرة.

نأتى الأن إلى ما يردده البعض عن التدخل الأجنبى فمن سمح لذلك من البداية أليس هو النظام.
وعما يتردد عن حشد اسرائيل لجيوشها فهى أعقل من ذلك ولا يمكن أن تفكر فى هذا أبدا وإلا لتحول كل هذا الغضب باتجاهها.

الأن ما هى الفوضى التى ستحدث فى حالة رحيل مبارك وهو سبب كل هذه الفوضى فى وجوده ربما يقصد معنى أخر بالفوضى وهو الفوضى المضاعفة ولكن أؤكد بأن عصر الفوضى قد انتهى على عكس مايردده البعض فقد انتفض أبو الهول أخيرا من تحت الرماد.


Hazem
حازم بروم