|  موضوع: أم الدنيا التي أشعلت الدنيا  الخميس فبراير 24, 2011 1:01 pm |
|
أم الدنيا التي أشعلت الدنيا
الوطن
فواز العلمي
عند استلام الحزب الوطني مقاليد الحكم في 14 أكتوبر
1981م، كان حجم الاقتصاد المصري يساوي 20 ضعفاً من حجم الاقتصاد الكوري.
خلال 30 سنة تراجع الاقتصاد المصري، ليصل إلى ربع نظيره الكوري في يوم
الانتفاضة بتاريخ 25 يناير 2011م.
قبل 35 سنة، كانت مصر تنتج معظم احتياجاتها من القمح والأرز واللحوم
والدواجن والألبان بالإضافة إلى 37% من أفخر أنواع القطن في العالم الذي
كان يطلق عليه اسم "طويل التيلة". واليوم تستورد مصر 76% من احتياجاتها في
القمح و56% من اللحوم والدواجن والألبان و86% من احتياجاتها القطنية
المصنوعة في المصانع الأجنبية.
قبل 25 سنة، كانت مصر الدولة النامية الوحيدة التي شاركت بفعالية مع مجموعة
الدول المتقدمة لتعديل أحكام اتفاقية "الجات"، الخاصة بتجارة السلع، خلال
مفاوضات جولة "أوروجواي" الشهيرة، وساهمت بخبرائها في صياغة قواعد اتفاقية
"الجاتس" الخاصة بتجارة الخدمات، والتي أصبحت من أكثر اتفاقيات منظمة
التجارة العالمية استخداماً وأشدها تعقيداً.
لدى انتهاء جولة "أوروجواي" بنجاح في نهاية 1994م، اختارت الدول الأعضاء
بالمنظمة ممثل مصر في المفاوضات لتعيينه مديراً عاماً لإدارة شؤون اتفاقية
الخدمات "الجاتس". واليوم تراجعت قدرات مصر التفاوضية، وأصبحت تلجأ إلى
خبراء الدول النامية لفك طلاسم التعديلات الطارئة على اتفاقيات المنظمة
المستجدة.
قبل 10 سنوات، شاركت مصر في المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة
العالمية المنعقد في 9 نوفمبر 2001م بمدينة "الدوحة" في دولة قطر. كان
مندوب مصر في هذا المؤتمر العالمي يقود مجموعة الدول النامية في مفاوضاتها
الشاقة أمام جحافل وعتاة الدول المتقدمة لكشف نواياها وللحد من تماديها في
سياساتها المشوهة للتجارة. كاد المندوب المصري أن ينجح في مسعاه لولا صدور
قرار عزله من منصبه فجأة أثناء المؤتمر وعودته لبلاده على وجه السرعة.
واليوم تقف مصر مع مجموعة الدول الفقيرة للتصارع على جزء من كعكة المعونات
التجارية التي تتبرع بها الدول المتقدمة.
في منتصف العام الماضي صدر التقرير السنوي لمنظمة العمل العربية بعنوان
"البحث العلمي بين العرب وإسرائيل وهجرة الكفاءات العربية". كشف التقرير عن
حقائق الفجوة العلمية والتقنية بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها.
تراجع الإنفاق على التعليم في هذه الدول إلى 340 دولاراً سنوياً لكل مواطن،
بينما ارتفع هذا الإنفاق في إسرائيل إلى 2500 دولار، لتحتل إسرائيل المركز
23 على مستوى العالم في التنمية البشرية، بينما جاءت مصر في المرتبة 199
من أصل 213 دولة.
أما بالنسبة لعدد الباحثين العلماء في كل مليون نسمة، فقد تفوقت إسرائيل
بعدد 1395 باحث مقابل 136 باحثا لكل مليون مواطن في مصر، بينما وصلت هذه
النسبة إلى 300 باحث في تركيا، و192 في جنوب أفريقيا، و217 في المكسيك،
و315 في البرازيل، وارتفعت إلى 5000 في اليابان، و3415 في روسيا، و2439 في
أوروبا، و4374 باحثا في أمريكا لكل مليون مواطن.
وأشارت إحصائيات منظمة اليونسكو إلى أن معدل الإنفاق على البحث العلمي في
إسرائيل فاق نسبة 4.7%، لتقفز بذلك إلى المركز الأول متخطية أمريكا التي لا
يزيد معدل إنفاقها عن 2.7%، بينما انخفضت في مصر إلى أقل من النصف في
المئة. وبهذا أصبحت إسرائيل تمتلك 217 جهاز كمبيوتر لكل ألف شخص، بينما لا
يوجد في مصر سوى 9 أجهزة فقط.
وفي هجرة الأدمغة العربية، ساهمت مصر عبر ربع القرن الماضي بنسبة 40% من
هجرة الكفاءات إلى العالم الخارجي، 50% منهم كانوا من الأطباء، و23% من
المهندسين، و15% من المختصين في المهن الأخرى. وأوضحت الأمم المتحدة أن
أكثر من مليون عالم وخبير عربي من حملة الشهادات العليا والفنيين المهرة
هاجروا إلى الدول المتقدمة خلال نصف القرن الماضي، وأن أكثر من نصف
الكفاءات المصرية هاجرت من ديارها بعد ثورة يوليو 1952م. معظم هؤلاء
المهاجرين كانوا من المتخصصين في الجراحات الدقيقة والطب النووي والعلاج
بالإشعاع والهندسة الإلكترونية والنووية وعلوم الليزر وتقنية الأنسجة
والفيزياء وعلوم الفضاء والميكروبيولوجيا والهندسة الوراثية.
في الأسبوع الماضي كشف تقرير رئيس الجهاز المركزي المصري للمحاسبات أن
الإنجازات الاقتصادية التي تحدثت عنها الحكومة المصرية في 30 سنة لم يشعر
بها الفقراء ومحدودو الدخل والطبقة المتوسطة، حيث لم يتم توزيع عوائد هذه
الإنجازات بشكل عادل، وصاحب ذلك ارتفاع الدين العام إلى 1080 مليار جنيه
والذي يعادل نسبة 89.5% من الناتج المحلي المصري الإجمالي. كما أكدت
البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، أن
نسبة الفقر وصلت إلى 22% على مستوى الجمهورية المصرية، بينما فاقت 61% في
الصعيد، و47% في أسيوط وسوهاج، و41% في بني سويف وأسوان.
واعترف التقرير بأن ظاهرة تعدي الأفراد على أراضي الدولة واستباحة أموال
تخصيص المنشآت الحكومية كان لهما أكبر الأثر في تردي مستويات التنمية
والرعاية الصحية وضعف وسائل النقل وانحدار مستوى التعليم وخروج الجامعات
المصرية من التصنيفات العالمية. وأوضح التقرير أن الأسواق المصرية كانت وما
زالت تعاني من تهريب السلع المغشوشة والمقلدة وإغراق الأسواق بها وانتشار
تجارة الرصيف وشيوع ظاهرة الاحتكار وتعطيش السوق، ليصبح أغلب المواطنين غير
قادرين على مواجهة الارتفاع المتزايد في الأسعار.
هذه هي حال أم الدنيا التي أشغلت وأشعلت الدنيا.
|
|
| | موضوع: رد: أم الدنيا التي أشعلت الدنيا السبت مارس 05, 2011 7:45 am |
| ارقااااااااااام كتييير
بس مفيده
شكرا لك
|
|
