| موضوع: أساليب التفكير الرئيسية عند الإنسان بقلم : أحلام الجندى الخميس مايو 05, 2011 5:33 am |
| أساليب التفكير الرئيسية عند الإنسان بقلم : أحلام الجندى التفكير هو مجموعة العمليات العقلية الراقية و التى يقوم بها الإنسان مستهدفا حل مشكلة أو تغيير موقف عارض .
ويتبع فى ذلك أسلوبا معينا للتفكير يعتبر الطريقة أو الوسيلة التى يعبر بها عن تفكيره والذى لا يتعدى أن يكون أحد الأساليب التالية .
أولا : الأسلوب الخرافى : ـ هو ذلك الأسلوب الذى يفسر ظواهر الطبيعة بإرجاعها الى علل غيبية غير منطقية ويؤمن بتعدد الآلهة ، وهو أسلوب بدائى ساذج غير علمى ، فمثلا يفسر ظاهرة البرق والرعد بغضب الآلهة .
ثانيا : الأسلوب الفلسفى : ـ هو ذلك الأسلوب الذى يفسر ظواهر الطبيعة تفسيرا شاملا ويبحث فى العلل البعيدة مستهدفا الوصول الى الحقيقة الكلية ، وهو أسلوب تأملى عقلى تحليلى شامل ، يفسر ظاهرة البرق والرعد مثلا بربطها بشتى ظواهر الوجود .
ثالثا : الأسلوب الدينى : ـ هو ذلك الأسلوب الذى يفسر ظواهر الطبيعة بإرجاعها إلى قدرة الله الهائلة التى تفوق قدرة الإنسان دون النظر إلى نوعية الدين ، وهو أسلوب إيمانى يعمق الإيمان بالله ويفسر ظاهرة البرق والرعد على أنهما دليل على قدرة الله .
رابعا : الأسلوب العلمى : ـ هو ذلك الأسلوب الذى يفسر ظواهر الطبيعة بإرجاعها إلى أسبابها الحقيقية ويبحث فى العلل القريبة للظاهرة ، وهو أسلوب تجريبى حسى جزئى ، فهو يفسر ظاهرة البرق والرعد بالتقاء الموجات الكهربائية فى طبقات الجو العليا فينتج ضوء هو البرق وصوت هو الرعد .
هذه المعلومات تضمنتها أحدى اللوحات التعليمية بأحدى المدارس الثانوية بمصر، وهى بالطبع منقولة من صميم المنهج المعد لطلاب الثانوية العامة فى مادة الفلسفة ، والتى صنفت أساليب التفكير بالشكل سالف الذكر ، والتى يستنتج المطلع عليها أن الغرض من هذا التصنيف أنه تصنيف تطورى تطور بتطور الأنسان وفكره ، وبالتالى تعد كل مرحلة زمنية بما يلازمها من أسلوب التفكير الخاص بها هو مرحلة فى تاريخ البشرية ، ونظرا لأن السير الى الأمام فى سجل الزمن هو تحرك نحو الإنفتاح وزيادة الفهم والإدراك والتحليل لمعضلات الكون ومشكلاته وظواهره لذا فأنه وفقا لهذا الأسلوب تلغى كل مرحلة اسلوب التفكير السابق لها و الذى تم تصحيحة بما يليه ،وبهذا يعد الأسلوب الدينى أحد هذه المراحل التى عفى عليها الدهر والتى فاق عليها وتعداها حقبة الأسلوب العلمى . وهنا تكون الطامة الكبرى إذا وقف اقتناع الطالب عند هذا الحد من الاستيعاب ورضى بأن التفكير العلمى والتحليلى والحصول على نتائج مادية محسوسة هو الغاية والهدف وأن تفسيرها على أساس دينى كما كان سابقا هو أحد الخرافات التى تخطيناها ، ومن هنا يتملص أبناؤنا من كل التكاليف والإلتزامات التى تقوم الحياة وتحفظ الحقوق فى مجال المعاملات والماديات والفهم للكون لأنه يتعامل بموجب المصلحة والفائدة المادية المحسوسة آنيا ، وبالتالى تضعف القوة الإيمانية لديه ، مادام لم يعد فى حاجة الى قوة خارقة خفية يركن إليها ويسند إليها عجزه وقصوره ويريح عقله ونفسه . وهنا يعبد العلم ، ويغترالإنسان بنفسه ولسان حاله يقول كما قال الهالكون من قبل " إنما أوتيته على علم عندى " ويقطع اتصال الأسباب بخالق الأرض والسماء وما بينهما وواضع أسبابهما وعلائقهما بحكمة وقدر. وبالتالى تبدأ عبادة الذات ، واتباع الأهواء والبحث عن الإشباعات البدنية والنفسية بكل الوسائل والطرق ما دام العقل قد رضى بأن لا حساب ولا رقابة ولا ثواب ولا عقاب ، ومن هنا نفهم أسباب الإنحرافات التى بدأت تدب فى مجتمعاتنا من أخلاقيات دخيلة ومعتقدات شاذة من عبادة للشيطان ، وممارسة للمثلية ، وتعاطى لكل ما هو محرم وشاذ ، دون ندم أو لوم .
وهنا نسأل ألم يعى القائمون على وضع هذه المناهج ذلك ؟ ألم يعوا أنهم يهدمون ما يجب أن يبنوا ؟ أو ليس بناء البشر قبل بناء الحجر ؟ اليس مأثورا أن ربوا أولادكم صغارا تقر أعينكم بهم كبارا ؟ اليس يعلمون أن هذا النشء هم زخيرة الأمة وعدتها ؟ أم ما هى نوعية هؤلاء الواضعون لهذه المناهج ؟ هل هم من الملاحدة ممن يعبدون العلم ويعتبرونه الأسلوب الأرقى والأنجع من الدين ؟ أم هم ليسوا منا ولا يخططون لنا بل يخططون لأنفسهم ومصالحهم التى تعى أنه بهدم منظومة القيم والدين يهدم الإنسان و يتولد مجتمع تائه لا يعى دوره ولا هدفه ولا غايته فيستسلم لعدوه ويسلمه أمره ويقنع به ويكون أداة لدعمه والتثبيت له ؟
وأيضا نسأل هل معلمينا على درجة من الوعى لكى يدركوا هذا القصور ويبينوا لأبنائنا أن الدين ليس نقيضا للفلسفة أو خصيما للعلم ، وإنما العلم والفلسفة وسائل لفهم الدين واليقين بحقيقته ؟
اليس كثير من آى القرآن تدعوا الى التفكر والتدبر والنظر فى الكون والبحث فى أسراره وعجائبه و اختراق الأرض والنفاذ فى السماء والبحث فى تاريخ الأمم ، وفهم قوانين الكون ؟ فلم يحجر على عقل أو فكر أو فلسفة لفهم وتحليل كل هذه الظواهر لأن كل الطرق تصل إلى حقيقة واحدة وهى بيان قدرة الله الواحد الخالق المدبر الحكيم المعجز الذى خلق كل شىء بقدر . وفى النهاية كيف ندرك هذا القصور؟ وكيف نصلح ما أفسد ؟ هنا تقع مسئولية أهل العلم والوعى واليقظة من آباء ومعلمين ومفكرين ودعاة ومصلحين وناشطين ومؤثرين ، كل فى مكانه وكل بدوره وهمته ، لنسعى جميعا للمشاركة بآرئنا من خلال مناقشاتها فى برامج توعوية من خلال القنوات الفضائية ،و من خلال مناقشات حوارية ، ومن خلال جميع الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية والمؤتمرات الجامعة ، والمعسكرات الهادفة ، ومن خلال تنبيه أئمة المساجد لتناول هذه المواضيع للفت انتباه الآباء متابعة أبناءهم ، ومساهمة أئمة المساجد أنفسهم بدور فعال نحو استقطاب الشباب وتوعيتهم ولو من خلال الخروج من المسجد إلى الأنديه والكافى نت والتجمعات الشبابية ، والاحتكاك بهم أينما كانوا . إننا فى حاجة الى همم يقظة وقلوب مطمئنة لا تخاف فى الله لومة لائم ، قلوب تعى مدى ثقل الأمانة وعظم الفجيعة ،قلوب تعى دورها فى هداية البشروإخراجهم من الظلمات الى النور ، لأننا جميعا مسئولون ، فكل يقظ واع فاهم سيحاسب لماذا لم تنقظ غيرك ؟ ولماذا لم تدل على الطريق الذى هديت اليه ؟ اللهم اجعلنا من هؤلاء الذين يقولون ويفعلون ، واجعل اللهم أقوالنا مؤثرة محركة فاعلة واستعملنا اللهم ولا تستبدلنا واجعلنا مباركين أينما كنا ، وأعز الإسلام والمسلمين ، واهدى شبابنا الى طريقك المستقيم ، ورد كل ضال الى ما تحب أن يكون يارب العالمين ، آمييييييييين . احلام الجندى فجر الخميس 5/5/2011
|
|