|  موضوع: توافق لا تراشق بقلم : احلام الجندى  الثلاثاء أغسطس 09, 2011 1:21 pm |
| توافق لا تراشق بقلم : احلام الجندى عبارة ختم بها المتحدث من الاخوان الى المتحاورين معه ومع
المذيع يسرى فودة فى برنامج آخر كلام عقب الحديث عن تسمية الجمعة القادمة 29/7/
2011 والاتفاق على تسميتها جمعة لم الشمل . وكأن العبارة تشير الى عدم ذكر الهفوات والغفلات والخلافات والاختلافات وسوء التقدير ان صح
التعبير والعتاب حتى لا يذكر كل فصيل
لصاحبه مسالبه وقصر نظره عندما ظن ان الثورة انتهت وان الأوان آن لينصرف كل منهم
لترتيب اوراقة وتنظيم مطالبه والقيام على مصالحة وكأن المصلحة المشتركة كانت من
اجل اسقاط راس النظام فقط ، وما ظهر بعد ذ
لك من تخبط وتفرق واختلاف بشأن استمرار
المظاهرات وخاصة تظاهرات الجمع الجامعة وكان آخرها جمعة الغضب الثانية التى اطلق
عليها الاخوان جمعة الوقيعة ثم اثبتت الاحداث بعد ذلك ان الثورة ما زالت مستمرة
وان الدافع الي استمرارها المماطلة فى تنفيذ المطالب اولا وعدم وضوح النية فى
تنفيذها ثانيا واللعب بسياسة فرق تسد ثالثا . فإذا كان المجلس الاعلى حاول استقطاب الاخوان على ما نظن
منذ البداية لفصلهم عن باقى الفصائل لادراكه مدى ثقلهم وتأثيرهم ونجح احيانا فى
هذا الفصل ، ثم نجده يحاول الوقيعة بين الشعب وبين حركة 6 ابريل الاكثر تأثيرا
وثباتا ويقظة وقياما على مطالب الثورة والتى اعلنت دوام اعتصامها منذ جمعة الاصرار
8/7/2011 حتى تتحقق جميع هذه المطالب ، واتضح ذلك من خلال تصريح اللواء حسن الروينى الذى اعلن
فيه ليلة الجمعة 22/7/2011 بانه وصلته اخبار بان حركة 6 ابريل تحمل قنابل مالتوف
وغيرها من مستلزمات الهجوم عندما عزمت التوجه الى وزارة الدفاع بالعباسية للضغط على المجلس الاعلى لسرعة الاستجابة للمطالب وتحديد جداول
زمنية لتنفيذها واحترام راى الثوار فى اختيار من يمثلهم فى الوزارة الجديدة التى
رشحوا لها اسماء وفوجئوا باعلان اسماء لا تعبر عن فكر ثورتهم ، قبل انطلاق المسيرة باربع ساعات ونصف وكأنه عمد
الى اثارة اهالى العباسية وشحنهم للاستعداد لخوض معركة مع هؤلاء المتظاهرين فيبدون
بذلك بعيدين عن ادارة الاحداث او التدخل لفض المتظاهرين ، ورغم ان الثوار قد اعدوا
شعارات وهتافات لطمئنة أهالى العباسية ومنها "يا اهالى العباسية مظاهرتنا دى
سلمية " حيث انه قد شاع بينهم ان المتظاهرين ينوون الاعتصام مما قد يترتب
عليه من تعطيل لمصالحهم واضرار بمحالهم ، وقد حدثت فعلا مناوشات خفيفة بين
المتظاهرين والاهالى عاد على اثرها الثوار الى معتصمهم بالميدان ، ثم التف المجلس الاعلى بعد ذلك واصدر فى تمام الساعة
الثانية عشرة من نفس الليلة البيان رقم 69 الذى ادعى فيه ان حركة 6 ابريل هى التى
تريد الوقيعة بين الشعب والجيش وقد بلع الشعب هذا الطعم وصدقوه وسمعنا ذلك من خلال
تعليقات من اجريت معهم حوارات اعلامية يقول من يمد يده على الجيش نقطعها واعلان وقوفهم بجوار الجيش وكأنه اصبحت هناك
معركة وهناك مؤيدين ومعارضين فيما بين الشعب والجيش وهذا ما لا يوجد له اصل من
الصحة فجميع الفصائل وجميع الشعب يقرون بالدور الذى قام به الجيش فى دعم الثورة
وحمايتها ونقر جميعا بان جيشنا هو مأوى حميايتنا ومساندتنا واننا جميعا يد واحدة . ولكن يبدوا ان المجلس الاعلى ما زالت امامه الصورة
ضبابية وغير واضحة فى استيعاب طموح الثوار وتبنى آمالهم ورؤاهم الثورية ، وان
انعكاسات سياسة النظام البائد التى جاءت به ويدين بالولاء له العقود من الزمان ما
زالت تحكم الكثير من تصرفاته والدليل على ذلك اتباع نفس الحجج والاسلوب الذى
استخدمه النظام السابق فى مواجهة المتظاهرين عندما عزموا العودة اليوم التالى السبت لتأكيد
مطالبهم والضغط على المجلس لتنفيذها ، وان حاولوا الظهور بموقف المحايد بين
المتظاهرين واهالى العباسية وان كان اصرارهم على اغلاق منافذ خروج المتظاهرين وعدم
تأمين خروجهم كان دليلا واضحا على تحاملهم عليهم . وما ارى ذلك البيان وهذا الموقف من حركة 6 ابريل
وتحركاتها الا محاولة لايقاف المد الثورى وكان لسان الحال يقول لم نعد نحتمل
مجاراتكم اكثر من ذلك فلا قبل لنا بافكاركم التى تخالف ما تعودنا عليه وخنعنا له
واستكنا اليه ، وما دمنا مختلفين فى الفكر وسرعة الرتم فانتم اعداؤنا وسنقلب
المائدة عليكم . وسنوقع بينكم وبين هذا الشعب الذى التف حولكم ونصر ثورتكم فبه
ايضا ستهدم ثورتكم ولكل منا اسلوبه والعبرة بالنهاية . ولكن هيهات هيهات رغم ما قد يبدوا من خلافات وانصرافات
الا انه عند الشعور بالخطر تلتئم اجزاء الكيان الواحد لتمثل قوة هادرة ضد من يهدد
وجوده وثباته وتحقيق آماله فها هى الفصائل جميعا بكل طوائفها واختلافاتها الدينية
والعلمانية الصوفية والسلفية الاسلامية
والمسيحية الجميع تشابكت ايديهم واتحدت اهدافهم
ثورتنا اولا ، مطالبنا اولا ، مستقبلنا اولا ، وها هم يجتمعون جميعا فى جمعة " لم الشمل
وتوحيد الصف والارادة الشعبية " ليثبتوا لمن كان انه لا يستطيع ان يتلاعب بهم
او يوقع بينهم ليسلك الطريق الآخر وهو التخندق بخندقهم والتبنى الفعلى والجاد
لمطالبهم والمسارعة والجدية فى تنفيذها. وفى النهاية نقول سبحان الله العظيم الذى لا تتبدل قوانينه
فى كونه فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا وقد اقتضت سنة الله ان
ينتصر الحق على الباطل وان تنتصر قوة الشباب على هرم الشيوخ ، فالشباب هم القوة
الهادرة وهم القوة البناءة فبهم نصر الرسول صلى الله عليه وسلم " انما نصرت
بالشباب " فهل يعى كبراؤنا ذلك وبدل
ان يتناحر مع الشباب الهائج يستقطب بحكمته وخبرته وفطنته هذه القوة لتقود مصر الى
القيادة والريادة والسيادة . حفظ الله مصرنا . وهدى الله ولاة امرنا ، وعجل نيل
حقوقنا وقضاء مطالبنا ، وكل عام وانتم
بخير وبلغكم الله رمضان على خير حال وخير ايمان وخير عبادة وخير قربا من الله
تعالى . احلام الجندى فجر الخميس 27/7/2011م 26 شعبان 1432هـ
|
|
