الشيخ / محمد الغزالى ... -والذى أعتز بإعجابى به وبفكره وتأثيره الشديد فى فهمى

لكثير من الأمور وبخاصة ما يتعلق بالنظرة الإسلامية لهذه الأمور -، كتب هذه المقالة منذ

اكثر من عقد من الزمان يتناول فيها أوضاع المسلمين الإقتصادية بطريقة متفقه فى الدين

يعلم بفقهه فى دينه ما يؤهله لتناول أى اشكالية تعرض له ومنها السياسى والإقتصادى ،

فانظر معى إلى وعيه فى الطرح وفهمه لمتطلبات عصره بما لا يخالف أبدا أصول دينه وهذا

تحديدا ما لا تجده عند كثير ممن يسمون علماء فى عصرنا ، فإن وجدت محدثا داعية ربما

تجده مفتقدا لفقه التجديد بما يجعل الإسلام دين لكل زمان ، وإن وجدت خبيرا إقتصاديا

ربما وجدته لا يعلم عن أمور دينه إلا الشكليات منها كالأركان الخمس وبعض المتفرقات ،

وهنا إقرأ للشيخ بتمعن وكرر القراءة حتى تتم لك الفائدة وهى أننا مكثنا زمنا طويلا مضللين

بصورة لعالم الدين لا تمت لعلماء الدين الربانيين المتفقهين فى دينهم وشموله بصلة ......

هنا يبدا كلام الشيخ :


التخلف الإقتصادى – والأوضاع الاقتصادية في عالمنا الإسلامي تحتاج من أعصار طويلة إلى النظر الفاحص والقلب النقاد.

وكثيرًا ما تساءلت: إلى متى يظل التنفير من الحرام شغل واعظ ناصح، أو وصية مربٍّ مخلص بصورة تدعو إلى اليأس أو

الزهد في الدنيا..لتظل هذه الدنيا فقط في أيدي أعداء المسلمين؟؟

ما أقل جدوى ذلك الكلام في مواجهة الغرائز المريضة والأماني السيئة!!.

لو أننا جئنا إلى كل ميل مربع من الأرض الممهدة للزراعة أو المعدّة للبناء، وتساءلنا:

أمن الحلال تم تملُّكُهُ أم من الحرام؟ لكان الجواب مفزعًا.

إن تاريخ التملك أو واقعه المعاصر يشهد بأن كفة الشر أرجح، وأن المسلمين من أفقر

أهل الأرض إلى قوانين صارمة تحرس قيمهم الدينية ونصوصهم السماوية.

وما يقال في ملكية الأرض، يطَّرد في سائر الأموال..!!

ثم لماذا تبقى محاربة البطالة، والبأساء والضراء خاضعة لتطّوع أفراد بأداء الزكاة وبذل المعونة؟

لقد كان من أول أعمال الدولة الإسلامية –بعد حراسة الإيمان- أخذ الزكاة..

وهذا ما عزم عليه الصدِّيقُ، وتابعه فيه بقية الصحابة.

ومعنى الأخذ من الأغنياء أن الدولة هي التي تتولى الإنفاق في المصارف المقررة..

وأنها مسئولة عن رعيتها أمام الله. وأمام جماعة المسلمين..

وسؤال آخر له خطره، وتجاربنا نحن المسلمين مع الزمن توحي بتوجيهه إلى كل ذي لب..

هل راقبنا سير المال في المجتمع وطرق تداوله بين شتى الطبقات، ومساوئ تكدسه في ناحية

وإقفار ناحية أخرى منه، أو نواح كثيرة؟

وهل أدركنا آثار الترف المادي في انتهاء الوجود الإسلامي بالأندلس –مثلا- وعملنا على منع تكرار المأساة..

إن المال قوام الحياة وسياج المروءة، وعندما يكون دولة بين جماعة من الناس..فإن نتائج ذلك مدمرة..

إذ الجوع كافر..وحقد المحرومين قاتل.

وهل انتشرت الشيوعية إلا مع هذه الخلخلة التي أحدثها العصيان لأوامر الله،

واعتداء حدوده؟! فحتى متى يسترسل المسلمون مع أخطاء قديمة؟!

لقد رأيت في أوروبا وأمريكا دولا شتى تشرع قوانين دقيقة لضبط سياسة المال والحكم..

وذلك لأنها تعرضت لنزوات الجور والأثرة والطغيان، وكما قال الشاعر:

والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفـة فلعله لا يظلم! –

فإذا وجدنا مجتمعات بشرية حصنت نفسها من هذه المآسي..فلماذا لا نقتدي بها..أو نقتبس منها.

قال لي البعض: هذا ما نخافه منك..إن تستورد الإصلاح من منابع بعيدة عن ديننا وتراثنا..

ونحن أغنياء عن مقترحاتك تلك..!

قلت: تمنيت لو كانت غيرتك هذه في موضعها! إنني معتز بديني ولله الحمد..

ولكن ليس من الاعتزاز بالدين أن أرفض الجهاد بالصواريخ والأقمار الصناعية لأنها بدعة..!

إن التفتح العقلي ضرورة ملحة لكل من يتحدث في الفقه الإسلامي.

إننا في صمت نقلنا تسجيل كل مولود في دفاتر خاصة واستعنا بذلك على تحصينه من الأمراض،

وإلحاقه بمراحل التعليم، واقتياده للجيش كي يتم تدريبه وإعداده للقتال. وذلك إجراء نقلناه عن دول

أخرى دون حرج..فماذا يمنع الفقيه المسلم من قبول كل وسيلة أصيلة أو مستوردة لتحقيق الغايات التي قررها دينه؟

إن النقل والاقتباس في شئون الدنيا..وفي المصالح المرسلة وفي الوسائل الحسنة ليس مباحًا فقط..

بل قد يرتفع الآن إلى مستوى الواجب.ثم إن الدين في باب المعاملات مصلح لا منشئ

كما يقول ابن القيم، إنه لم يخترع البيع أو الزواج..وإنما جاء إلى هذه العقود فضبطها بتعاليمه!.

فالبيع –مثلا- بإيجاب وقبول ولا يجوز فيه الغش، أو الربا، أو الاحتكار..إلخ.

والزواج –مثلا- بإيجاب ولا يجوز فيه الاتصال بالمحارم، ولا الافتيات على الولى..ولا ترك الإشهار..إلخ.

وفي شتى المعاملات إذا تحققت المصلحة فثم شرع الله! فما الذي يمنعنا؟ نحن –الذين جمدنا فقهنا

وأغلقنا باب الاجتهاد ألف عام- أن ننظر في الوسائل التي اتخذها غيرنا لمنع الفساد السياسي أو منع

الاعوجاج الاقتصادي، ونقتبس منها ما لا يصادم نصا، ولا يند عن قاعدة؟

الحق أن التوقف في هذا المجال ليس إلا امتدادًا للكسل العقلي الذي سيطر على مسيرة الإسلام التاريخية أمدًا ليس بالقصير..!!

 

دائما ما أشعر بتفاوت بين عقول مجتمعات غربية تسبقنا في ميادين كثيرة وبين عقولنا المحلّية التي كُتب عليها هذا اللقب وكأنها مطرودة من رحمة الذكاء الفطري في نشأتنا الإسلامية ، هذا التفاوت أحسبه موجبا لهم ، أو علي الأقل خنوع من فقهاء الأمّة التي مال حالها بتناحرهم لإبراز مَن علي حق بينهم وتركوا القضيّة برمّتها ، وهذا بلاء هدّد صلاح أمتنا وطرحها عصور في التخلف ، وكأننا تائهين أو شردْنا وأطلقنا حماسنا بأوهام لن تفيد عيشنا بشيء ، وأمامنا طريق لا مفر منه وهو إصلاح إنهيارنا الحضاري وفسادنا الأخلاقي .. حين ننتهي من تسويتهما يجيء دور الإقتصاد مجبرا علي ركبتيه .. هذه رؤيتي قد تكون صوابا أو لا .... ، وهكذا تأتي بينابيعك أخي (علي حسن) فكل الشكر والتقدير لك .

 

حسين باشا كتب:

دائما ما أشعر بتفاوت بين عقول مجتمعات غربية تسبقنا في ميادين كثيرة وبين عقولنا المحلّية التي كُتب عليها هذا اللقب وكأنها مطرودة من رحمة الذكاء الفطري في نشأتنا الإسلامية ، هذا التفاوت أحسبه موجبا لهم ، أو علي الأقل خنوع من فقهاء الأمّة التي مال حالها بتناحرهم لإبراز مَن علي حق بينهم وتركوا القضيّة برمّتها ، وهذا بلاء هدّد صلاح أمتنا وطرحها عصور في التخلف ، وكأننا تائهين أو شردْنا وأطلقنا حماسنا بأوهام لن تفيد عيشنا بشيء ، وأمامنا طريق لا مفر منه وهو إصلاح إنهيارنا الحضاري وفسادنا الأخلاقي .. حين ننتهي من تسويتهما يجيء دور الإقتصاد مجبرا علي ركبتيه .. هذه رؤيتي قد تكون صوابا أو لا .... ، وهكذا تأتي بينابيعك أخي (علي حسن) فكل الشكر والتقدير لك .

المقصود ليس الإقتصاد تحديدا كبداية بالرغم من أن أمة لا تحفظ كرامة أبنائها بتوفير أسباب

الحياة الكريمة أولا ،لا تستطيع أن تبنى أخلاقا وحضارة ، ولكن المقصود هو معنى أن نكون

ممن أبصروا زمانهم بشكل صحيح وعلموا داءه وتعلموا دواءه ، وبما لا يخالف أصولنا نقتبس

ونترجم ونطور مرتكزين على أساس قوى وسليم متمثل فى ديننا الحنيف ووعد محقق من

الله ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) وليس أحسن من سد حاجات الناس وحماية

حقوقهم وضمان أمنهم فى مسكن وملبس ومأكل ثم بعد ذلك حدثهم عن الأخلاق

والتحضر ولا حرج ..........

 

على حسن أبوالمعاطى كتب:

حسين باشا كتب:

دائما ما أشعر بتفاوت بين عقول مجتمعات غربية تسبقنا في ميادين كثيرة وبين عقولنا المحلّية التي كُتب عليها هذا اللقب وكأنها مطرودة من رحمة الذكاء الفطري في نشأتنا الإسلامية ، هذا التفاوت أحسبه موجبا لهم ، أو علي الأقل خنوع من فقهاء الأمّة التي مال حالها بتناحرهم لإبراز مَن علي حق بينهم وتركوا القضيّة برمّتها ، وهذا بلاء هدّد صلاح أمتنا وطرحها عصور في التخلف ، وكأننا تائهين أو شردْنا وأطلقنا حماسنا بأوهام لن تفيد عيشنا بشيء ، وأمامنا طريق لا مفر منه وهو إصلاح إنهيارنا الحضاري وفسادنا الأخلاقي .. حين ننتهي من تسويتهما يجيء دور الإقتصاد مجبرا علي ركبتيه .. هذه رؤيتي قد تكون صوابا أو لا .... ، وهكذا تأتي بينابيعك أخي (علي حسن) فكل الشكر والتقدير لك .

المقصود ليس الإقتصاد تحديدا كبداية بالرغم من أن أمة لا تحفظ كرامة أبنائها بتوفير أسباب

الحياة الكريمة أولا ،لا تستطيع أن تبنى أخلاقا وحضارة ، ولكن المقصود هو معنى أن نكون

ممن أبصروا زمانهم بشكل صحيح وعلموا داءه وتعلموا دواءه ، وبما لا يخالف أصولنا نقتبس

ونترجم ونطور مرتكزين على أساس قوى وسليم متمثل فى ديننا الحنيف ووعد محقق من

الله ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) وليس أحسن من سد حاجات الناس وحماية

حقوقهم وضمان أمنهم فى مسكن وملبس ومأكل ثم بعد ذلك حدثهم عن الأخلاق

والتحضر ولا حرج ..........

هو نفس حالي أيضا الذي لم أعني به إقتصادموْردي ، إنما الثقافة العامّة ودرجة ما فوق الفهم العادي البسيط ، وما آثرته أنت في إرسالك الأخير عن (توفير مايلزم العيش وهنأه) .. ثم بعد ذلك الأخلاق والتحضّر .. هل تقصد هكذا يكون الترتيب ؟

 

حسين با شا كتب ::

هو نفس حالي أيضا الذي لم أعني به إقتصادموْردي ، إنما الثقافة العامّة ودرجة ما فوق الفهم العادي البسيط ، وما آثرته أنت في إرسالك الأخير عن (توفير مايلزم العيش وهنأه) .. ثم بعد ذلك الأخلاق والتحضّر .. هل تقصد هكذا يكون الترتيب ؟

[/b][/color][/font][/size][/quote]


متفقين يا صديقى وعذرا على تأخر ردى ، وأحي فيك المتابعة الدائمة

ولو بفترات محدودة من وقتك ، والله نسأله دوام الوفاق والإتفاق ...