الثبات على المبدأ
لم أعد أفهم لماذا ترى تساقط بعض أصحاب المباديء الذين كنا نعتز بهم قديماً حتى إننا كنا نرى فيهم تجسيداً لحمل همّ الدعوة إلى الله تعالى بكل صدقٍ وإخلاصٍ ،
بل كان أكثرنا مولعاً بتقليدهم حتى في طريقة مشيهم
ثم تراهم اليوم يتساقطون تساقط أوراق الشجر في الخريف ؛
تصفر تلك الورقة حتى يخيل للناظر أن صفرتها أكسبتها جمالاً ،
فإذا ما اقترب منها وأراد لمسها هوت على الأرض فسقطت من عينيه مثلما سقطت من الشجرة .
يا حسرة على الحماس ،
كان يُلهب مشاعر الناس ، ويداعب فيهم الإحساس ،ويظنونه كلَّ الإسلام ،
فلما عفى عليه الزمن علموا أنه أصبح في خبر كان !
كنا إذا سمعنا أصوات بعضهم على تخوّف- بعد بلوى أصابت بعضهم كتب الله لهم أجرها - ذرفنا الدموع شوقاً إلى الله تعالى ، ثم اشتياقاً إليهم ، نلمس الصدق في أقوالهم ،
ونشعر به يسري أثره في أوردتنا وشراييننا !
واليوم ...... ....
اليوم لا أعلم لماذا أصبحوا – أو بعضهم حتى نسلم من صغار الفهوم – يخاطبنا بمثالية غير واقعية ، ولا تمت إلى واقعنا الحقيقي إلا بشيء قليل جداً من الصلة .
يتكلمون من أبراج عالية عاجية ، يتكفلون الكلام ليقنعوا العوام أنهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا ، أما نحن ونحن سوياً في البضاعة .. فهيهات .. القلوب شواهد !. انقلبوا رأساً على عقب .. واتكأوا بكلتا يديهم على شرفة التاريخ
ليتفرجوا على الذين صدّقوا أقوالهم السالفات
فعملوا بها ظناً منهم بأن هذا هو كل الدين ، وأسُّ الجهاد ، فدفعوا ثمنها ، أرواحاً تُزهق....
وأولئك ينظرون إليهم من علوٍّ وكأن الذنب ليس ذنبهم ، لا يشعرون بتأنيب الضمير ،
ولا يعتذرون بصدق عن بعض أخطاء الماضي .
حتى ليخيل إليّ أن المباديء أصبحت تتضجر ممن ينطقها ؛
لعلمها أنهم لن يثبتوا عليها .. فليسوا بحماة لها ، فلا يستحقون حملها ، كيلا يحملوا أوزارها !

فى الختام.............
تحية إجلال وإكبار ،
لمن عرف قدر نفسه فحمل مباديء الأمة ونهض بها اعتزازاً وتقديراً لها واستماتةً في سبيل الدفاع عنها بما أوتي من قوة ، لأنها حقٌ لا لبس فيه ولا خلاف .. فلم يكن تعاقب السنين ليجعله يتأرجح في مواقفه ، ولا الخطوب المدلهمة ، والصعاب الملمة ، بل كان كالشمس إذا انقشع عنها الغيم عادت أكثر توهجاً ، تشرق على الأرض فيفرح بها العباد والبلاد.

 

الاستاذ الغالى عمر و عبد النبى

تحيه طيبه

انت تكلمت فى موضوع مهم جدا واحيك عليه من كل قلبى وبارك فيك
وان شاء الله الايام القادمه سترد على هذا الموضوع القيم