الكهنوت السلفي لا يستطيع أحد أن ينكره فهم السلطة الدينية التي تؤمن
دائماً بامتلاك الحقيقة المطلقة وتستخدم في إطار ذلك لمواجهة خصومها أو
مخالفيها البدعة وهي فكرة سنناقشها لأنها ستؤدي بالمجتمع إلي التكفير ونشره
والكهنوت السلفي وان افتقد للنظام الكنسي شماس قسيس أسقف بابا إلا أن
لديه الشيخ والعالم أو الفقيه محدث العصر
حيث روجت الفضائىات الدينية لفتنة غير أكاديمية وغير معلمة ليصبح شيوخ
الإسلام ومجد وعي العصر علي الرغم مثلاً أن بعضهم خريج بكالوريوس إعلان
وعنده من الأموال التي جمعها من الدعوي ما ان اثبتت لنحاسبه من أين لك هذا
نتعجب كل العجب. والآخر خريج معهد معلمين وقد كان مدرساً فشل في جمع المال
من مصر فأصبح بقدرة القادر من أصحاب الملايين. وآخر درس اللغة الإسبانية
ولم يكن بعد آنذاك قد تخصص أو درس علوم الحديث
ليسافروا جميعاً إلي المملكة العربية السعودية ويعودوا بآليات الدعوة
وأطلقوا علي أنفسهم مصطلح الدعوة السلفية. ومن خلال منظومة إعلامية كبري
أصبح هؤلاء هم أعمدة الإسلام وإليهم ترجع الأمور في الفتوي. وسنقف في
لقاءتنا علي مصدر علمهم وآلياته التي يخدعون بها العامة وطلبة العلم
المبهورين بالشكليات. والناظر في سلفية الإسكندرية وتقديس الطلبة لمحمد بن
إسماعيل المقدم وياسر البرهامي يجد شيئاً عجيباً هو قلة علم هؤلاء مع
شهرتهم التي فاقت الحدود من خلال أعمال قليلة جداً هي في جانب المرأة
وعزلها عن المشاركات في كتاب عودة الحجاب ، أو كتاب العقيدةالخاص بياسر
برهامي وإذا سئل الطلبة عن أفقه أهل الأرض فيسرع بالإجابة هو الشيخ محمد
عبدالمقصود أو محدث العصر فهو أبوإسحاق الحويني
وهم مشايخ السلفية ينمون هذا الأمر وكأنه مبدأ شيخني وأشيخك. وفي ذلك يقسم
يعقوب ان النقاب فرض ويهاجم أبوإسحاق كل من يخالفه بلسان لاذع وهو الذي
يعجب الجهالة بآداب لم يعرفها السلف- رحمهم الله- وانظر إلي آداب المفتي
والمستفتي في كتب أهل العلم. وعليه الاسترزاق من الدعوة هي سمة هؤلاء
وبالدليل من الكتاب والسنة الذي احترفوا في توجييه ناحية مصالحهم الشخصية
ويمارسون عملهم الكهنوتي بالالتزام الشخصي النظري بحماية التراث الديني كله
وكما ذكرنا هم حراس العقيدة مع أن أهم مبادئ العقيدة عدم تقديس الأشخاص
ولكنهم أناس لا يفقهون
ويعترف الدكتور محمد عمارة ة أحد أعمدة الإسلام السياسي بوجود هذا الكهنوت
فيقول شهد الواقع والتاريخ الإسلامي تقليد المسيحية في هذه الأمة
الكهنوت فتحول العصر علماء الدين إلي رجال دين وزعموا لأنفسهم سلطاناً في
التحليل والتحريم واحتكروا لآرائهم صلاحيات الرأى الوحيد ومن ثم الرسمي
للإسلام، لكن هذا ا لتقليد يظل واقعا تاريخياً لا يعترف به الإسلام
هذا هو الواقع السلفي الذي يمارس كهنوت الكنيسة المرقوص والذي سيظل
مرفوضاً في كل الأديان. ومن أجل انجاح فكرهم الكهنوتي كما ذكر يميلون إلي
جانب ترويج فكرة قداسة الشيخ أو العالم أو الداعية. يميلون إلي فكر محاربة
العقل وإلغائه ومحاربة العلم وإفساد المنهج العلمي مع تبديع وتفسيق العلماء
والدعاة المخالفين مع التركيز علي فكرة شمولية الدين ونحن نؤمن بها بمنطق
العلم وبمنطق الواقع والمعاصرة فان الإسلام وان كان صالحا لكل العصور فانه
يواكب الواقع وكذلك يغازله ليشكله بمنطق قد يطرد المعاصرة ولا ينفي
الأصولية والثوابت
وفكرة الشمولية يروجون لها من أجل شيء واحد ألا وهو ترويج فكرة شمولية
الفقيه والداعية حتي ان في انتخابتنا الأخيرة يعود طالب العلم السلفي
دائماً لمشايخه ليرجحوا لهم من الذي سوف ينتخبونه ليقربهم إلي الله. وفي
نهاية هذا المقال لسنا في حاجة إلي التنظير نحن في حاجة إلي منطق الحوار و
إلي بناء عقول المسلمين تاجه القضايا الفكرية
ليس من مصلحة الوطن تغييب عقول الناس وتغييب وسطية الإسلام نحن في حاجة
إلي وضع أسس ومهام للدعاة مع وضع ضوابط منهجية تخصصية ينطلق منها المسلمون
لبناء الحضارة الإسلامية. فليفصل الدعاة عن السياسة ولتتحرر الدولة فوجود
الكهنوت السلفي أو الدين ليس مطلوباً نحن في حاجة إلي سلطة دينية قوية
ومستقلة تساهم في حل التناقضات بين الاتجاهات الأيديولوجية المختلفة
المتصارعة سلمياً هذه دعوة للتحرر من تحرر الدعاة من السلطة والكهنوت وإلي
لقاء آخر. د. عدنان الجمل
موضوع منقول واتمنا من كل شاب يعرفنى رايه بكل صراحه