شقاوة عيال لست أدرى لماذ هذا العداء بيننا وبين طلبة ميت عاصم بالذات ؟ لماذا
يتم نصب سرك المعركة كل يوم تقريبا أثناء عودتنا من مدرسة
منية النصر ؟ ولماذا يبدأ النقار فى الطاهرى قبل الوصول الى
ميت عاصم بدقائق ؟ لقد ورثنا هذا الميراث الغاضب من كبارنا
ايامها الخضرى البهنساوى وسيداحمد المنسى وسيد غنيم وعماد
حجازى وإبراهيم الحسمنى ومن كفر علام محمد مختار مقلد
وأحمد الجمل وغيرهم ..ألم يكن فى كلا الطرفين رجالا راشدين ؟
كلما كنت أقابل زميلنا محمد عبد السلام إبن عمدة أبوذكرى وقتها
والذى كان زعيما ومتزعما للخناقات بين البلدين وأسأله لماذا كان
يحدث ذلك ؟ يضحك ويقول لعب عيال ونروح فى وصلة
ضحك معا ، كانت البنت الوحيدة التى تدرس معنا فى منية النصر
هى أمانى صلاح سويلم وبنت أخرى من ميت سلسيل إسمها
أمينة ولجر الشكل كان محمد يحاول التحرش بإحداهما وطبعا إحنا
عيال بس رجالة فكيف لهذا الولد أن يعاكس بنت بلدنا واخت زميلنا ؟
ومن هنا يبدأ الخناق والضرب وقبله كنا نجنب الصغار منا والبنات
الى الخلف وتكون مهمتهم حماية كتبنا وكراساتنا ، كان الأصدقاء
من ميت عاصم وابوذكرى أمثال محمد عبده الشرباصى وبدير
توفيق الشرباصى وأحمد حامد وايمن أخيه يرجعون للخلف وحتى
السيد لاشين الذى كان مشهورا عنه أنه أكبر بلطجى فى القطار
كان لا يتدخل لآن كل دول زملائي وأصدقاء أومعايا فى الفصل
وكنت أنا رائد الفصل وأحرر مجلة وفى فريق الكرة الطائرة وتنس
الطاولة فى المدرسة يعنى لى كيان وكلمة .
كانت الخناقة تدور رحاها على الأقل أسبوعيا وكان ابطالها
عماد الدين خضر ومحى الدين أبوالنور ومحمد ومحمود صلاح
سويلم وأنا طبعا وكل ذلك دفاعا عن بنت بلدنا .
ذات مرة وبينما القطار يتحرك من ميت عاصم فى رحلة العودة
للبلد وكنا قد إتفقنا على أن نتجمع نحن أبناء البلد فى عربة
واحدة ، تحرك القطار ووجدنا أن العربة التى يوجد فيها كل
أبناء البلد مفصولة وطلع علينا عمال سواقى منير بمعداتهم
الثقيلة ليضربونا وكانت معركة حامية الوطيس استعملت فيها
الأيدى والأرجل ولما عاد القطار ليأخذ العربة المفصولة كنا
قد أخذنا بعض الأسرى وتركناهم فى كفر علام بعد أن نالوا علقة ساخنة .
كلما أتذكر ذلك الذى كان يحدث وأتناوله مع الزميل الحاج محمد
عبد السلام الذى هداه الله وفتح بنزينه فى شارع الهرم بجوار
مسرح الزعيم فى شراكة مع أحمد إبن الشيخ الشعراوى ، كلما
نتذكر ماكان يحدث بيننا زمان يضحك ويكاد يقع على قفاه من
الضحك قائلا كانت كلها شقاوة عيال .
..أعتقد أن هذه الخناقات إنتهت فلم يعد أحد يذهب ليتعلم
فى مدارس منية النصر بعد أن إنتشرت المدارس المختلفة فى بلدنا .