منذ عقود طوال مضت وحتى وقتنا الحاضر وكلنا يرى ويسمع ما تقوم به التنظيمات التى نشأت لأسباب سياسية وسيادية أنشأتها عقول مأفونة وقلوب مالت
وحادت عن كل رشاد وأرادت أن تستتر برداء الإسلام حتى لا يعلوا على قولهم قول ولا تضاهى أعمالهم بل ولا يتساوون مع جمع الناس وظنوا أن ذلك
مانعهم كما ظنوا أن حديث الأمس قد يمتد لليوم وغدا . ولا يعنيني في مجمل القول المسميات التى تتخذها تلك الجماعات لتطلقها على كل تنظيم لهم
وإن كانوا أشد حرصا على الاسم الذي يتخذونه أكثر من حرصهم على الهدف الذي نشأت من أجله وأقول أن مسمياتهم لا تغنينا بشيء فهم في المجمل
قد خرجوا من رحم واحد ونموا على ثدى واحد سقاهم أن الكل يفني في سبيل أن الجماعة تبقي وأن الناس في الاسلام ما داموا معنا فإذا ما انشقوا عنا أو
خرجوا علينا فإنهم لكافرون وللحق فهم لم يُفْطموا حتى الآن . أم حسب هؤلاء أنهم قادرون على الناس لمجرد أنهم يَلْوون ألسنتهم بالحديث أو أن هذا كاف لأن نتبعهم أو أن ندعوا إلى سبيلهم والحقيقة أن هذا لشيء عجاب أن لا يؤمن أولائك إلا بما خطته أيديهم وأن اتباع الهوى هو أمر لازم طالما يخدم صالحهم ولكنه ليس بمستغرب بأي حال من الأحوال فهذا هو حالهم وهذه هي مآربهم فلا يعرفهم ويتبعهم إلاَّ كل عُتُلٌ جَوْاظ زنيم. رأى منهم ما أراد .فاتخذ إليهم السبيل ومنهم من رأو فيه منفعة فاتخذوا إليه كل مساق وقطعوا اليه كل سبيل . ولكن ما أنا بمعرضه ليس ما سلف فما هو على الكل بجديد وإنما أدعوا إلى نظة إلى كل تلك التنظيمات بأعدادها ومسمياتها بل وابتداءا من تنظيم القاعده والذي نشأته منذ البداية ورعته هي أمريكا للقضاء على الاتحاد السوفيتي كما يعلم العالم والجاهل ومرورا بجميع التنظيمات وحتى بيت المقدس التى وُلِدت ولادة مبتسرة لتحارب هي الأخر وتجاهد . ولكن السؤال هنا من يحارب هؤلاء ومن يجاهدوا ؟! والله إنه لأمر تشيب له مفارق العقول.
ان كل العمليات التى قاموا بها والتهديدات التي هم بصددها لم توجه إلاَّ للمسلمين إلا للآمنين المطمئنين فمتى سمعنا عن عمليات جهادية فعلية قام بها هؤلاء ضد إسرائيل أو أمريكا وبغير الخوض في شرعية القتل حتى بالنسبة للكافر فهو أمر له ضوابط وشروط وإنما الحديث بالحديث يذكر والله تعالى يقول ؛؛ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين لم نسمع أن حماس قامت بعملية فعلية ضد اسرائيل وليس عملية تمثيلية لأن حماس هي الأخرى صنعتها إسرائيل لمحاربة جبهة ياسر عرفات بعدما طاف بالعالم ولا قى تعاطف شديد مع القضية الفلسطينية . وغيرهم من تنظيماتهم لم توجه حربها الا للمسلمين والمسالمين لم توجه ارهابها الا لبلادنا لم ترفع سلاحها الا لتغتال به خلسة خير الأجناد . هؤلاء وغيرهم أداروا حروبهم الحقيقية ضد الاسلام فهل هذا ما أمر به الله , هل من أمر لله بقتل الناس وظُلمهم وبغير حق فلماذا بدل هؤلاء آيات الله يخطونه على نحو يخالف ويناهض ما أمر به الله الم يقل الرسول الكريم في الحديث ,, حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امريء بغير الحق ليهريق دمه . فيا إخوان إن الله أمرنا بالعدل أمرنا بالرحمه أمرنا بمجمل الخير لا الشر . وحتى مع الكفار فان الرسول الكريم حرم قتل من قال لا اله الا الله حتى ولو متعوذا . فمن أين أتيتم بديانتكم التى يقتل فيها الناس وتحرق باسمها دور العبادات إن الله شرع لنا من الدين ما فيه الصلاح والصلاح لا يقوم إلا بالإصلاح واتباع طريقه ونهانا عن كل شر كما نهى عن سبله قال الله تعالى (( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تبتغ أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )) فما دام ذلك هو شرع الله يقينا فمن ذا الذي شرع لكم دينكم الذي به تقتلون وتسفكون وتحرقون وتروعون به عباد الله ...
JAMAL..S