ذكريات .. سنوات فى المنزلة
كان لنا زميل فى المنزلة الثانوية من الكردى إسمه فتحى النحلة ، لست أدرى أين هو الآن ، قابلته
فى بورسعيد منذ سنوات ، كتب زميلنا فتحى فى مجلة مدرسة المنزلة الثانوية مقالا بعنوان
( لا أرى الشمس فى بلدى ) قال فتحى أنه يخرج من منزله قبل أن تشرق الشمس ويعود إليها
بعد غروب الشمس والحقيقة أن هذا هو حالنا جميعا نحن الطلبة ففى برد الشتاء كنا نقوم فجرا ثم نذهب
الى المحطة فى إنتظار هذا القطار الذى كان إشتراكه الشهرى ثمانون قرشا ، وكان بطيئا لدرجة أن
بعضنا كان يسابقه ، واحيانا كنا نقفز منه عند المضرب لنسلك الطريق الى البحر تخريمة يعنى ولأنه
غير منتظم أو كثير الأعطال فنحن نشاطر زميلنا فنحن أيضا لانراها يا عزيزى فنحن بعدكم بمحطة .
سكنت فى المنزلة هروبا من برد الشتاء وفصول القطار البايخة ، كان سكنى فى شقة بوسط البلد مع ا
لجرايحى البهنساوى وعلى داود وكان الإيجار خمسون قرشا وعشنا على أكل البلد الذى نجلبه معنا كل
جمعة ، وسكنت فى لوكاندة المنزلة أيام الإمتحانات حتى لا يفوتنا أى امتحان وذاكرت مع رفاق فى بيوتهم
ومازلت أتذكرهم كان المصروف فى الثانوية العامة شلن بحالة لا يدخل فيه المواصلات وهذه ميزة كبيرة
جدا ، ماذا تفعل والقطار لم يأت بعد لمحطة المنزلة لنعود للبلد ، كان أوتوبيس شرق الدلتا بعيد المنال على
أمثالنا فكنا نجلس فى كازينو المنزلة على محطة الأوتوبيس ، لا أنسى صديقى محمد السباعى عطا إبن الكردى
والذى عمل فى بلدنا رئيسا لمكتب الضمان الإجتماعى فى برمبال ، هذا الرجل الذى كان قمة فى الرجولة والشهامة
والوفاء ، كنا نجلس على الكافتريا نشرب كل يوم الكاكاو باللبن الذى نحبة والحساب أربعة قروش وقرش بقشيش للنادل
ويوم هو يدفع ويوم أنا ، أعترف بأن أحسن سنوات دراستى كانت بالمنزلة الثانوية لعبت كرة قدم وتنس طاولة فى فريق
المنزلة الثانوية وكان لى نشاطا ثقافيا فى الفصل وفى الإذاعة المدرسية ، وكان لى حضورا وسفريات مع الفرق الى
المنصورة وخاصة عندما كنت رئيسا لفريق كرة القدم فى الثانوية العامة عام 1962 وكانت لى علاقات طيبة بالأساتذه
وأكثرهم كانوا من المنزلة أو من القاهرة أو من البلاد المجاورة للمنزلة وكانوا أصدقاء ، صادقت زملاء كثيرين من كل
بلاد المنطقة من المطرية حتى كفر علام والذين زاملونى رحلة الدراسة وكنا نتزاور صيفا وفى الأجازات ومنهم فكرى العشرى
وشاهبور العشرى والنجدى عبد العزيز وثابت السباعى ومحمد نبيه عيد وأمين الدسوقى وعصام الدسوقى عمر وعبدالرؤف
القدوسى ومصطفى وفريد قورة وغيرهم الكثيرين الذين يسكنون قلبى حتى أننى كنت أذهب لإحضار فريق القدم لملاقاة فريق
بلدنا فى نفس اليوم بحكم صداقتى وزمالتى لزملاء الملعب وكنت أحضر معهم .ولقد إستمرت علاقتى بهم فى القاهرة حتى
رحل من رحل وتبقى من تبقى ، لكنى مازلت أتذكر رفاق الدرب الذين كانوا يحضرون لى فى العمل أو المنزل ونشارك
بعضنا البعض المناسبات ، كانت أياما جميلة أود أن تعود ، أسمع أم كلثوم تغنى .. وعايزنا نرجع زى زمان .. قل للزمان إ
رجع يا زمان . أترككم على خير وسبتكم بعافية .