إستكمالاً لخاطرة رقم 22 والتي قضيت بها يوم بمقر أمن الدولة .. سينتهي بنهاية هذه الخاطرة .. أبدأ من حيث توقفت :
ذهبت بصحبة الموظف للغرفة الثانية ...
وكان مكتوب عليها المقدم فلان .....؟ وكان مكتبه مشابه تماماً في ترتيبه لمكتب الرئيس ..
دخلت فألقيت عليه السلام وتوجهت إليه لمصافحته كما فعلت في مكتب الرئيس ..
لكني هذه المرة لم أُلاحظ غرابة من الضابط لي .. وأيضاً هذه المرة .. ذهبت من تلقاء نفسي للجلوس على مقاعد الانتظار ، ولم أجلس أمامه .. حتى لاأفتعل أزمة من البداية .
وكانت تلك المقاعد تبعد ما يقارب من ثلاثة الى أربعة أمتار عن مكتب الضابط ..
وهذا يعني أثناء المحادثة .. لابد لكلِ منا أن يرفع صوته أثناء الحديث . حتى يسمع كلانا الأخر .
وعند مصافحتي للضابط : وجدت ورقة الإفادة التي عبأها الموظف الذي أخذ إفادتي في البداية  .. وكانت مكتوبة ثلاثة أرباعها فقط  ..
 لكنني شاهدتها وقد إمتلأت على أخرها هذه المرة .. ولاأعرف لماذا امتئلت ، ولاأدري ماذا كتب الموظف .. لكن ربما قال رأيه أو ملاحظاته ..
أيضاً هذه المرة : كانت ملامح الضابط وضاحه من البشاشة على عكس مارأيت بالمكتب الأول .. وتصرفاته هادئة ومتزنة لحدِ كبير ..
عندما جلست : نظر في الإفادة الموجودة أمامه ربما دقيقتين .. وكان السؤال الأول الذي وجهه لي :
ماذا تعرف من الإخوان ؟؟
حينها أخذت تنهيدة عميقة وقلت له : لسه هنعيده "  تمنيت لو لم تسألني هذا السؤال .. فإفادتي أم سيادتك موضحاً بها كل شيئ ..
وواصلت حديثى له قائلاً : أرجو من سيادتك أن تمنحني دقيقة واحدة فقط لتوضيح الأمر .. قال : إتفضل "
قلت له : نفترض أن سيادتك تزوجت منذ عشرون عام .. والمولودة الأولى لك كانت بنت .. عمرها حينما سافرت أنا .. كان 3 سنوات
ورجعت من سفري بعد مرور 17 عام .. سيكون عمر ابنتك 20 عام .. فإن رأيتها  .. لن أعرفها ،  ولن تعرفني  ... ثم توقفت ؟"
قال لي أكمل : قلت له قد إنتهيت ؟" فصفن للحظات  .. وقد وصلته المعلومه التي أرغب إيصالها اليه .. وهي تعني أن لاأعرف شيئ عما تتحدثون عنه ..
فنظر لي وقال : أهذه المرة الأولى التى تأتي الى هنا : قلت له : للأسف الشديد نعم " فقد أجبرت للحضور الى هنا ، وهذا من سوء حظي ..
فتبسم وقال بنفس اللفظ : (حيلك .  حيلك ياعم أشرف .. إحنا موش وحشين للدرجة دي )
قلت له العفو يافندم : أنتم هنا تؤدون عملكم .. لكن لايأتي الى هذا المكان سوى المشبوهين ، وأنا لست من هؤلاء "
قال لي : كل من يأتي هنا ويجلس مكانك يقول نفس الكلام .. وكأن حاله يقول لي : أنني لاأصدقك "" مثلك مثل غيرك ""
فأثار حماستي وقلت له : هذا المقر الذي نحن فيه لايوجد به من يحب بلده أكثر مني .. فأنا لست محباً لبلدي فحسب .. بل عاشقاً لترابها ..
فإن كان المعشوق تراب  .. فما بالك بعشق الذي يمشي على التراب """
فنظر الي نظرة إعجاب وتبسم  .. وعلى مايبدوا أن كلامي قد نال الاستحسان والرضا من قِبله ..
وأخذ ورقة الإفادة وقلبها على ظهرها أمامه وقال : إحنا أسفين جداً .. على مايبدو أن هناك تشابه بالأسماء ....
أسكتش وأشكر الراجل وننتهي .. لاء ازاي  " .. قلت له : لأظن أن هناك تشابه بالأسماء .. قال لي في تعجب  نعم "" إيه الي عرفك ..
قلت له رأيت ورقة لدى الموظف بالخارج موضح بها إسمي وبلدي وتاريخ ميلادي .. مما لايدع مجال للشك أنه تشابه أسماء ..
قال لي : هل في بلدكم من هو مشابه لإسمك .. قلت له : ربما لكني لاأعلم .. قال : أكيد هناك من هو مشابه لإسمك .. لكن الخطأ ورد بتاريخ الميلاد ..
وعموماً إحنا أسفين للمرة الثانيه .. واعتبرني أخ أو صديق ومكتبي مفتوح لك فى أي وقت تشاء لتقديم أي خدمة .. فشكرته كثيراً وأثنيت على تعامله وأخلاقه الطيبه ..
وعند انصرافي ومغادرتي المكتب .. وجدته ينادي عليَ .. قال : خذ هذا جواز سفرك وبطاقتك .. مفروض لا أسلمهم لك هنا ..
 لأنهم ينبغي أن يذهبوا برفقة محضر رسمي من لدينا للأمن العام .. لأن الأوراق جاءت الينا بمحضر رسمي .. 
وغداً يمكنك الذهاب لمكتب التصاريح بعد الظهر ستجد تصريك جاهز هناك .. لكن قل لهم .. تصريح أمن دوله ..  فشكرته للمرة الثانيه ثم خرجت من مكتبه ..
وعند مغادرتي المبنى مررت بالموظف الأول وكان جالساً على مكتبه يريد أن يتشفي بي .. فقلت لنفسي .. والله لاأكيدنه وأتشفى أنا به ..
فتوجهت اليه وسلمت عليه ووضعت جواز سفرى وبطاقته على مكتبه .. وقلت له : أى خدمة يأستاذ فلان ... فتحير ونظر الي ثم نظر الى الجواز والبطاقة
وقال : إنت رايح فين ؟؟ تبسمت وقلت له خلاص مروح .. قال لي : إنت جبت جواز السفر والبطاقه منين .. قلت له : الضابط الفلاني .. أعطاهم لي ..
قال : ازاي .. مفروض متخدهمش .. هو الى عطاهم لك .. قلت له نعم .. وإن كنت لاتصدق يمكنك الذهاب اليه وسؤاله بنفسك ..
قال : لا  لا  خلاص .. ثم إنصرفت ..
وفي اليوم الثاني ذهبت لمكتب التصاريح وقلت للموظف .. لي تصريح أمن دوله ..
قال لي إدخل على الريس .. وكان الريس برتبة نقيب مرتدياً الزي الرسمي .. فلما رآني تبسم وقال .أكيد أمن دولة .. قلت له فى دهشة .. أنا أصبحت مشهور للدرجة دي
فقال لي : ماهو مبيجيش عندى هنا إلا تصاريح أمن الدولة ..
ففتح درج مكتبه وأخرج تصريحي وعند تسليمه لي قال : خد ربنا يكفينا ويكفيك شرهم ... فقلت له في تعجب ..
أنت تقول هذا وأنت ضابط زميل لهم "" أمال أنا اقول إيه ؟؟؟ قال لي : أحمد ربنا إنك خلصت منهم على خير ..
وعند رجوعي للبلده بالطريق .. كلما تذكرت كلمة هذا الضابط .. قلت لنفسي كان ينبغي لي ألا أجادل أحداً منهم  بهذه الطريقة  . . لأنني أحسست أننى كنت جافاً بالتعامل . وحمدت الله كثيراً على أن الموضوع انتهى على خير ..
أترككم في رعاية الله وحفظه .  على أمل اللقاء بكم في خاطرة جديده بمشيئة الله .. دمتم ودامت أيامكم بكل خير ،،،

 

الأخ أشرف .. ذكرتنى حكايتك بحكاية أستاذ لى ولزوجتى كان مديرها إسمه أحمد فؤاد ... كان كلما
يسافر للخارج وكنت أذهب بتصريح أمن دولة لأقابله داخل المطار وكأننى موظف هناك ، وكان كلما يسلم
لهم جواز السفر فيرسلونه لمكتب أمن الدولة فى المطار ، فأذهب معه مستغربا وهو كذلك وعندما يراه
الضابط يسلمه جواز السفر معتذرا ومتأسفا وقائلا معلهش تشابه أسماء ، وفى آخر مره حدث ذلك قال له
هو كل مره أسمع هذا الكلام هل ممكن تضيفوا إسم أمى مثلا علشان ميبقاش فيه تشابه فرد حصل خير
لأن البلد هى البلد وتاريخ الميلاد . بعدا إتصلت بصديق بلدياتنا فى أمن الدولة وحكيت له الحكاية
فطلب منى أن أقابله فى مكتبه ومعى هذا الرجل ، وذهبت وكشف عن الإسم وتبين أن أحمد فؤاد هذا
رجل إخوانى قديم هرب من البلد زمان الى السعودية وأحمد آخر هو الملك أحمد فؤاد ..
المهم رفع إسمه من الأسماء المترقب وصولها وصار يسافر وأسافر معه سنويا لأداء العمرة
ونخرج من المطار بلا أى إستدعاء أو تعطيل ، وعلى فكره جاء عليه يوم كان بمجرد وصوله للمطار
يذهب بجواز سفره لمكتب أمن الدولة قائلا لهم أنا أحمد فؤاد الذى تنتظرونه فيستغرب الضابط المسئول
وينظ له قائلا اتفضل حضرتك بل ويختم له الجواز حتى لا يتعطل . شكرا وتحياتى

 

تشابه الأسماء قد يجَر على صاحبه وعلى غيره  مالايحمد عقباه ..

في بداية التسعينات .. كنت متوجهاً الي منزلنا ليلاً بالبلده .. فوجدت أحد المعارف من الجيران ولكن بشارع أخر قريب منا ..
قاصداً إيايَ وتظهر عليه علامات الحزن والغضب .. وصافحني وقال لي : فيه موضوع حساس شويه ومحرج .. وأنا عايزك تشوف لي حل فيه ..
أنا اتبعت الأصول وجاي أرد عليك  لأننا اهل ومعارف وجيران ... قلت له خير .. فيه إيه ؟؟
قال لي : أنا خاطب منذ فترة  .. قلت له شيئ كويس وألف مبروك ... قال : ترد معاكسات هاتفيه بصفة مستمرة لخطيبتي ... وهذا لايرضيك ..
قلت له بالطبع لاء ولايرضي به أحد .. لكن مادخلي في هذا الشأن ..
قال أنا بحثت عن رقم الهاتف الثابت واتضح أنه هاتفك "" ثم قال لي : أنا أعرفك من سنين وأعرف أخلاقك كويس جداً .. قلت موش ممكن أشرف ..
أكيد أخوك   ... وأخي هذا كان يصغرني بأربعة سنوات .. وكان في ذلك الوقت بسنة رابعة كلية تربية ...
وهوالأن يشغل منصب وكيل لإحدى المدارس الثانوية ... ويعمل منذ عدة سنوات بوزارة التربية والتعليم البحرينيه ..
فقلت له : والله لن أتركك وستذهب معي الي البيت ولن أدعك إلا وأنت راضي تماماً ...
وتوجهنا الي البيت وبعد أن أخذ الضيف واجب الضيافة : لم أتكلم مع أخي في أي شيئ  " " والضيف ينتظر النتيجة بشغف " ويستغرب من صمتي ..
 فقلت لأخي لو سمحت .. هات التليفون لأن الأستاذ فلان يرغب باجراء مكالمة  ..
فنظر اليَ أخي وبانت على ملامحه علامات الاستغراب وقال لي : هو احنا ركبنا تليفون وأنا معرفش ولا إيه ؟؟؟  فضحكت وسكت ""
في ذلك الوقت كنت قدمت على تليفون من العام 1986 وحتى أوخر التسعينات لم يتم ايصال الخدمه حتى هذا التاريخ
فنظر اليَ الضيف في حيرة وتلعثم بالكلام .. وعلم حينها أنه لايوجد لدينا هاتف بالمنزل ولايوجد باسمي تليفون من الأصل ..
فظل يعتذر عدة مرات وفي نفس الوقت يشكرني وقال : والله أنا محرج جداً منك وفي نفس الوقت مبسوط جداً لأنه ليس لأحد منكم دخل في هذا الموضوع
حيث أنني أعرفكم من سنين لم أرى منكم سوى كل خير .. ثم أكمل كلامه وقال :
 الأن عرفت من هو صاحب الهاتف وللأسف الشديد كان أيضاً إسمه مشابهاً لإسمي ماعدا إختلاف بسيط في لقب العائلة ...