أخي الفاضل : أشرف المرسي
لا يكفيني كل ما حضرني من عبارات ثناء وكل ما علمته من كلمات تقدير لأسطرها تحية وإعجابا بتلك الكلمات الواعية التي هي خير القول من لسان بليغ وقلم مسنون تعرفها كل أذن واعية وتجهلها وتحيد عنها كل نفس لاهية مهطعة شطت في القول والحكم .
إن هؤلاء الذين ألهاهم الأمل وعنت وجوههم لكل كبير لهم لتنال أيديهم المقاليد تحت غرور القول وزيفه إنما هم من عرفوا الله وأرادوا شرعه وكأنما كنا نحيا بغير ذلك فخانت أعينهم و أيديهم الوطن على إثر ذلك وأرادوا النيل منه بكل وسيلة وفي كل بقعة واستباحوا عليه كل جُرم . ولما كان كيد الله فوق كيدهم وأحاط بهم سوء عملهم وحل بهم مكرهم السيء ألهبوا الوطن بكل محرم ومكروه وتمنوا الموت للجميع واستعجلته أيديهم واصبحنا كل يوم نشيع قتلانا بصبر وإصرار على تمام إقتلاعهم من كل بطن لهم وجذر بل ولم يكتفوا بداخل الوطن وإنما حبوا ركعا تارة وسجدا أخرى ومسبحين دائبين لدويلات حقيرة مهتدين بكبراؤهم الذين علموهم أن القتل والسفك والحرق وشتى الإرهاب هو حق لهم في سبيل علوٍ وجاه فلا عجب أن نراهم مستأسدين علينا نعاج مع أولائك الهاربين لدى كل وجار ظنوا أنه لهم مانع , فبالله تحت أي فرع في الاسلام شُرٍع ذلك .ولكن ليس ذلك بمستغرب عليهم ألم يقل حسن البنا أنه لا ينتمي لوطن ألم يفخر سيد قطب وهو يقول ما الوطن إلا حفنة من التراب العفن ألم يخرج علينا مهدي عاكف ليقول طز في مصر ألم يقل بديع أن الجماعه فوق الجميع
أليس هؤلاء أرباب الجماعه وإذا كانت هذه أقوالهم وثقافتهم وديدنهم إن كان هذا الهراء يخرج من أفواههم فقد ظلمنا أنفسنا إذاً إن ظننا أن هؤلاء يعنيهم أمرنا وكيف ذلك وهم لا وطن لهم بعد أن تبرأوا منه وكيف ذلك وهم لا دين لهم بعد أن قتلوا وحرقوا ونهبوا .