زميل من الزمن الجميل له ذكريات قديمة معنا شلة الأصدقاء حيث تجمعنا بيوت متجاورة ومدرسة واحدة وقطاروحيد فى الذهاب والعودة كل يوم الى منية النصر حيث مدرستنا الإعدادية ، وكم عانينا معا فى الشتاء من وحل الأرض وزحلقة الطريق الى المحطة ، وكان سرس المضرب هو مدفأتنا بعد الفجر وحتى يأتى القطار من الكردى ، وكم تعرضنا للعقاب البدنى بسبب التأخير من الناظر محمود الحنبلى وكم تعرض هو شخصيا لعقاب الأستاذ بهاء مدرس التربية الرياضية فلم تكن بينهما كيمياء أو إنسجام ، وكم أكلنا معا حيث أجًرنا فى سنه 1956 شقة فى منية النصر بقروش وزعناها علينا هو ومحى الدين ابوالنور وابراهيم رزق  ومحمد جاد الحداد وأنا ، احتوتنا هذه الشقة حتى لا نسافر يوميا فى عز البرد فلقد كان ذهابنا للمدرسة مشكلة المشاكل وخاصة عندما يتعطل القطار فلم تكن هناك مواصلات بديلة غير الأتوبيس الذى لا يركبه غير القادرين علاوة على أن الطريق كان يتم رصفه ومازال متربا ، ذاكرنا معا على لمبة الجاز، كان كل واحد منا يعمًرها يوما ، وسهرنا معا فى السهرات الشهرية أول خميس من كل شهر وكانت تجمعنا كوكب الشرق أم كلثوم وسهرنا معا فى سهرات الربيع واستمعنا معا لأغنيات عبد الحليم حافظ الجميلة و فريد الأطرش .. الربيع وأول همسة ، كان عندهم راديو خشبى كبير ، وكم جمعتنا السهرة حول لبشة قصب وكانت أياما جميلة رغم فقرها ، كان بعضنا ينام أحيانا من شدة التعب ويطلب من الآخرين ايقاظه عندما يأتى أو يهل فريد الأطرش بعوده الشهير على المسرح ، وكنا من شدة الإرهاق ننام جميعا ثم نصحو لنسأل بعضنا هُوا فريد غنًى ولا لسه وتكون المفاجأة أنه طلع على المسرح وأنهى وصلته الغنائية ومشى !! من نوادره أنه كان حارسا لمرمى نادى النصر فى أولى سنواته وقد دعونا زملاء منية النصر للقائنا فى جرن منشية صعب وفى إحدى الكرات العالية وكانت الشمس فى مواجهته ، وكان ينظر الى السماء كأنه يناجى الله وسقطت الكرة على وجهه أو قل على أنفه مباشرة وسقط مغشيا عليه وأنفه تنزف وكانت النهاية ، نهاية حارس مرمى الفريق قبل أن ينهى أول مباراة وإعتزل عماد الكرة مع أول طلعة ، وكان على ديبو بديلا له فى حراسة العرين .                                     كان مشاغبا أو من شلة المشاغبين فى بلدنا وفى المدرسة وفى القطار وخاصة عندما تقوم خناقة بيننا وبين تلاميذ ميت عاصم بسبب معاكسة بنات بلدنا وكان أداؤه القتالى لا يوصف فهو لا يخاف أحد مهما كان ، وبعد الإعدادية رحت أنا المنزلة الثانوية وواصل هو الدراسة بمدرسة المعلمين بالمنصورة ليكون مدرسا فى المرحلة الإبتدائية بالبلد حتى صار مفتشا يشار له بالبنان .                                                  كان والده الله يرحمه قاسيا بعض الشيئ فى تربيته وفى تعليمه حتى أنه ذات يوم وحتى يكمل تعليمه فى المنصورة إشترط عليه أن يمضى على ايصال بالمبلغ الذى يصرفه عليه ليسسدده بعد إستلام الوظيفة ، ووافق عماد طبعا ووضع والده الإيصال فى الدولاب ، لكنه ذات يوم لم يجده وراح يبحث عن عماد الذى تتجه الأنظار اليه فهو المستفيد الأول من سرقة الإيصال ، لكنه إختفى من أمام عينيه حتى يهدأ ومع تدخل ولاد الحلال إنتهت المشكلة على أمل أن يعوضه مستقبلا عن هذه المصاريف الباهظة بأسعار ذلك الوقت .                   كان صديقا ولصيقا لمحى الدين ابوالنور لا يفترقا وخاصة عندما ذهبا للمنصورة معا هو فى المعلمين ومحى فى التجارة وسكنا معا حتى صارا واحدا ، ولكنى كنت بعيدا عنهما بعض الشيئ لإرتباطى بالنشاط الرياضى فى النادى والمدرسة والبلد ثم سفرى للقاهرة حيث كانا يزوراننى أثناء فترة التجنيد وكنت أزوره  بعد الزواج فى منشية عبد الرحمن أنا وزوجتى كلما نحل ضيوفا على البلد ، ولتجنيدة بالمظلات أصيب بإنزلاق غضروفى وتم عمل عمليه له فى مستشفى المعادى بالقوات المسلحة وكنت أزوره حاملا مايطلبه من الأكلات الغير متوفره هناك كالكيك وحتى البطاطا المشويه التى كان يطلبها ، وكان عماد رجلا شهما بمعنى الكلمة ولقد كان ذلك على ما يبدو شيمة شباب هذا الجيل الذى تعذب كثيرا من أجل أن يتعلم وهم أطفال بعيدا عن قراهم فى شتاء وبرد قارص وقطار لا يمشى وناظر مدرسة لا يرحم من يتأخر ومدرسين قساة .                                                              جيل ركب الصعب من أجل فرصة التعليم التى كانت ضنينة ، فى ظل إمكانيات شبه معدومة ومدارس بعيدة وإقامة بعيدا عن الأهل وخاصة الأمهات ، هنا أتذكر يوم قامت دول العدوان الثلاثى على مصر بما يسمى حرب 1956 وكنا نعيش معا فى شقة مؤجرة بمنية النصر كان عمرنا فى هذا الوقت 14 عاما وتعطلت الدراسة ولا بد من العودة بمتعلقاتنا الى البلد فإستأجر بعضنا عربة كارو وحمل بعضنا متعلقاته على كتفة ولك أن تتخيل حالنا ونحن نضع كل ذلك فى السبنسة وتجيئ محطة الرياض ونقوم بإنزال كل هذا الكنب الذى أخذناه كسراير وهذه المناضد لكى نذاكر عليها ، ولا أنسى هذه المنضدة التى كانت من جهاز أمى وكانت من الزان وشبه أثريه  وقد مشى القطار وأخذها وطار فماذا أفعل ؟ وضاعت الترابيزة التى حزنت أمى على ضياعها كثيرا لكنها ومن طيبتها الشديدة لم تحاسبنى كما تفعل الأمهات ، وكم حزنت عليها أنا شخصيا ومن أجل أمى .                                                   رحم الله الزميل والصديق عماد الدين خضر الرجل الشهم وذو القلب الحديدى الجريئ  وجعل مثواه الجنه وعوضنا عنه نحن شلته الباقية على الحياة وألهمنا والهم أسرته الصبر وإنا لله وإنا اليه راجعون .

 

دائما وفى لاصدقائك تقبل تحياتى

 

شكرا محمد هم ليسو أصدقاء من زمن جميل فقط ، لقد
كنا نقتسم اللقمة والشربة والملبس معا .هم رجال بمعنى الكلمة
لهذا من الصهب نسيانهم . تحياتى وشكرا لمروركم .

 

يبدو أن شباب هذا الجيل لا يعرف شيئا عن الأجيال القديمة التى
علمتهم فى مدارس برمبال مثل الأستاذ ابوحماد
والأستاذ محمود فهمى حجازى والأستاذ أحمد على بدوى والأستاذ
محمد على داود والأستاذ محمد محجازى أخو فوزى حجازى والأستاذ
عماد خضر خلف السعدنى والأستاذ ابراهيم رضوان وغيرهم الكثيرين
ياشباب من فات قديمه تاه ولكم تحياتى

 

أين تلاميذ الأستاذ عماد الدين خضر خلف السعدنى
مفيش تواصل ليه من الأهل والأصدقاء ، من فات قديمه تاه !