الحلقه التاسعه عشره من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ...

الحلقه التاسعه عشره ... المدرسه الطازيه ...

الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث
ورباع تظل بأجنحتها أهل العلم والإيمان وتدعو لهم في الطرقات وتبحث عن
حلقاتهم لتزيدها بهجةً وسرورا وتصلي على الحاضرين طالبةً لهم المغفرة
والرضوان فهم القوم لا يشقى بهم جليسٌ ومن هذا الفهم ، ومن أجل ذلك انتشرت
آلاف المدارس والحلقات وسميت بأسماء المؤسسين والأماكن وكان من أشهر هذه
المدارس المدرسة الطازية التي ما زالت شاهدةً على عصرها حتى يومنا هذا .


الموقع :

تقع المدرسة في الناحية الشمالية لطريق باب السلسلة شرقي الكيلانية
مباشرة ، وقد قال مجير الدين في موقعها : أنها تقع في شارع داود قرب باب
السلسلة وسماه العمري بالشارع الأعظم وهو الشارع الذي ضم في حناياه عشرات
المدارس .



تاريخ الإنشاء :

أنشأت هذه المدرسة في سنة ثلاث وستين وسبعمائة في الفترة المملوكية في عهد الملك الناصر محمد

المنشئ :

وهو الأمير المقر الأشرف السيفي طاز مملوك السلطان الملك الناصر محمد وهو
أحد الأمراء الستة الذين حكموا في فلسطين ، واستمر حكمه حتى زمن الملك
الصالح وفي زمن السلطان حسن ابعد عن مركز القوة ليكون حاكماً في حلب ، وفي
أوائل عام 795هـ اعتقل وسجن في الإسكندرية وأصبح أعمى ، وعندما أطيح
بالسلطان حسن أفرج عن طاز وسمح له بالإقامة في القدس ، وكان طاز قد تزوج
من ابنتين للناصر محمد توفيت الأولى في سنة 750هـ ثم تزوج الثانية في سنة
752هـ ، وتوفي في عام 763هـ بعدها ودفن في دمشق في مقبرة الصوفيين .



وصف المدرسة :

المدرسة عبارة عن مبنى قديم جاء على شكل ( L ) وهذا يدلل على أن المباني
المجاورة قد حددت شكل بناء هذه المدرسة ، وهي عبارة عن ثلاثة غرف ولها
مدخل رئيس ودرج يعرج إلى غرفتين في الطابق العلوي ، أما الدهليز في الطابق
السفلي فيؤدي إلى قاعتين معقودتين القاعة الغربية تمتد حتى تصل إلى
الناحية الشمالية للكيلانية والقاعة الثانية تمتد إلى الغرب حتى تصل
الشارع ، وقد هدم الجزء العلوي من المدرسة ومن الصعب التكهن بطبيعة عقدها
وشكلها حالياً إلا أن مجير الدين أكد أن عليها نقش على واجهة المبنى وقد
أشارت الوقفيات وسجلات المحكمة الشرعية إلى تاريخ هذه المدرسة العريقة .



النقش :

نشره فان برشم في كتابه " نقوش القدس " وقال : بأن هناك لوحة كتبت بالخط
المملوكي موجودة فوق إحدى نوافذ المدرسة جاء فيها : " بسم الله الرحمن
الرحيم هذه تربة العبد الفقير إلى الله تعالى المقر الأشرف السيفي طاز ،
توفي رحمه الله سنة ثلاث وستين وسبعمائة " .



وقفيات المدرسة :

أشار دفتر سجلات المحكمة رقم 602هـ أن كل قرية منيا في منطقة صفد موقوفة
على المدرسة بما فيها دكان وفرن الخباز والطاحون في القرية المذكورة ، وأن
متولي هذا الوقف هم أولاد طاز .



الحركة العلمية في المدرسة :

ذكر العسلي عن سجلات المحكمة الشرعية سجل رقم 57 صفحة 62 لسنة 984هـ أنه كان في المدرسة في تلك السنة عشرة موظفين هم : ـ

الناظر ، المتولي ، شيخ المدرسة ، معيد في المدرسة ، إمام ، شاهد وفقيه ، كاتب ، بواب وفراش ، جابي ، وقيم .

وكان فيها من القراء خمس وعشرون قارئاً ، وعدد الطلاب سبعة عشر ،
وتشير الدلائل إلى أن المدرسة كانت شاملة لمدرسة للقرآن و مدرسة للفقه
وكانت على المذهب الشافعي ، وقد أوردت السجلات العديد من الأرقام تدلل على
الرواتب وما أنفق من أموال لتعمير المدرسة وكذلك ما أنفق على الإضاءة
لمسجد صفد ، وذكرت شيوخ درّسوا بالطازية أشهرهم شمس الدين محمد بن حامد بن
أحمد الأنصاري ، شرف الدين عبد الرحمن القلقشندي ، شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن الشيخ زين الدين المقدسي / قاضي القدس وخطيب المسجد الأقصى
المبارك ، محمود بن أحمد الديري ، عيسى بن شمس الدين بن محمد النصري ،
علاء الدين محمد بن أبي اللطف .


ختاماً :

فإن هذه المدرسة التي ذكرنا من تاريخها ومكانتها تحوي اليوم عدة مقامات
مغلقة والجزء الآخر منها استخدم سكناً ولا أدري ما السبيل إلى إعادة مثل
هذه المدارس وإعادة الأوقاف التي أوقفت على مثل هذه المدارس إلى أهلها ولا
أجد جواباً إلا في قول الله تعالى : " ولتكن منكم أمهٌ يأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر "

إن إرجاع مثل هذه المدارس لهو المعروف الجميل ، وإن السكوت عنها وتضييعها
لهو المنكر المذموم ، وإني أسأل الله في الختام أن يوفقنا جميعاً للعمل
على تحقيق أوامر الله ومنهاج الله والحفاظ على هذه المدارس لعلنا ننعم
بمدرسة أخرى من مدارس العز في حلقة قادمة بإذن الله تعالى .

الحلقه العشرون من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ...

الحلقه العشرون .. المدرسه البكريه ..

الحمد لله خلق الإنسان علمه البيان ، الحمد لله الذي جعل القلم معلماً من
معالم الحضارة والإدارة فقال سبحانه : " ن والقلم وما يسطرون " وقال
سبحانه : " الذي علم بالقلم " وقد جعل سلفنا الصالح القلم مسخراً في طاعة
الله وأنشئوا به كليات ومدارس ودافعوا به عن كرامة الأمة وبعثوا به رسائل
للجهاد والدعوة وأقاموا به الحجة حتى جاءت هذه الأيام لنسطر بهذا القلم
قصائد مدح للطغاة والجبارين وأنشودة سلام للعدو والمحتلين وما زالت
المدرسة الداودارية شاهداً عظيماً على ما سطره قلم المماليك من علم وحضارة
.


الموقع :

تقع عند خروجنا من باب شرف الأنبياء ( باب فيصل حالياً ) والذي كان
يسمى قديماً بباب الدوادارية حيث يوجد بوابة كبيرة إلى اليمين تؤدي إلى
المدرسة .

والمدرسة ملاصقة لسور الحرم القدسي من جهة الشمال ، وهي التي تعرف اليوم باسم المدرسة البكرية .

تاريخ الإنشاء :

أنشأت في سبعة ربيع الأول سنة 695هـ ، في الفترة المملوكية .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المنشئ :

هو الأمير علم الدين أبو موسى سنجر بن عبد الله البرندي التركي الصالحي
النجمي الدواداري ، ولد بعد عام 620هـ ، ووصل إلى دولة المماليك بعد 640هـ
، بدأ مسيرته كأمير حلب تحت بيبرس ، ثم نقل إلى دمشق ، وبعد وفاة بيبرس
وضع مسؤولاً عن قلعة دمشق ، وفي عام 680هـ كانت له صلاحيات واسعة في
المناطق السورية تحت سلطة السلطان قلاوون ، ثم عزل من منصبه بعد ذلك بثلاث
سنوات ، ثم استلم دواوين دمشق وبعدها والياً لبهسنة بمصر ، كان مسؤولا عن
تنظيم حصار عكا في 690هـ تحت السلطان خليل ، ثم سجن في قلعة القاهرة سنة
وفي أواخر 691هـ أصبح أميراً ، كان إدارياً جيداً وتقيا ومحبا للعلم ،
أنشأ أوقاف في القدس ودمشق وكان مسؤولا عن إعادة تعمير مسجد بن طالون في
القاهرة ، توفي في 3 رجب سنة 699هـ ودفن في حمص في حصن للأكراد .


الوصف :

المدرسة الدوادارية عبارة عن مبنى لها مدخل من جهة الغرب والمدخل
يؤدي إلى ساحة ويحيط بالساحة من جميع نواحيها الغربية والشمالية والشرقية
غرف في الطابق الأول ويصعد إلى الطابق الثاني بسلم حجري من الجهة الشمالية
لتطل بنا على ثلاثة غرف تطل على المسجد الأقصى ، وهناك أيضاً في الزاوية
الشمالية الشرقية للساحة باب يؤدي إلى قاعة فيها مدخل الدرج الذي يؤدي إلى
السطح بينما يؤدي باب في الحائط الشمالي تحت قنطرة متقاطعة إلى ساحة
سماوية صغيرة ، ذكرها العمري بقوله " وفي صدر الباب العتم ثلاثة شبابيك
للرباط العلمي الدواداري أما مجير الدين فقد ذكرها من ضمن المدارس التي
اطلع على وقفيتها .

وهناك نقش على باب المدرسة جاء فيه : ـ

النقش :

بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بإنشاء هذه الخانقاة المباركة عبد الله
بن عبد ربه بن عبد الباري سنجر الدواداري الصالحي ، ووقفها ابتغاء وجه
الله تعالى على ثلاثين نفراً من الطائفة الصوفية والمتصوفة من العرب
والعجم ، منهم عشرون نفراً عزابا وعشرة مزوجون يقيمون بها لا يظعنون عنها
صيفا ولا شتاء ولا ربيعا ولا خريفا الا لحاجة ، وعلى ضيافة من يرد إليها
من الصوفية والمتصوفة مدة عشرة أيام ، ووقف عليها طاحونة قرية بير نبالا
من القدس الشريف وقرية حجلا من أريحا وفرن وطاحون علوهما دار بالقدس
ومصبنة وستة حوانيت ووراقة بنابلس وثلاث حوانيت وأربع طواحين ببيسان ، وقف
ذلك على هذه الخانقاة وعلى تدريس مذهب الشافعي وعلى شيخ يسمع الحديث
النبوي ، وقارئ يقرأ عليه ، وعلى عشرة أنفار يسمعون الحديث وعشرة أنفار
يتلون كتاب الله كل يوم ختمة وعلى مادح النبي ، كل ذلك بالجامع الأقصى ،
وذلك في مستهل سنة خمس وتسعين وستماية بتولية الفقير إلى الله سنجر
القيمري عفا الله عنه ، ومن جملة وقف هذه الخانقاة المباركة ووظائفها
المذكورة قرية طبرس من قاقون وحمام الملكة من نابلس المحروسة ، عمل المعلم
علي بن سلامة المهندس .

المدرسة حالياً :

بقيت المدرسة تستعمل للتدريس حتى مجيئ الاحتلال الاسرائيلي حيث حولت
هذه المدرسة من مدرسة أكاديمية ابتدائية إلى مدرسة لتدريس الصم والبكم
والمعاقين حركياً ، واستولت بلدية القدس على هذا المبنى الرائع الجميل منذ
بداية الاحتلال وتعاونت مع جمعية ألوين لتنفيذ هذا البرنامج ومؤخرا قامت
الأوقاف بمنح هذه الجمعية حق البناء على قطعة أرض للوقف الإسلامي في
الصوانة لمدة خمسة وعشرين عاما مقابل أن تقوم البلدية وألوين بإخلاء
المدرسة ، وقد نفذت المدرسة على أرض الصوانة ولا ندري متى ولا كيف ستخلي
ألوين البلدية هذا الصرح الشامخ .

الحلقه الثالثه والعشرون من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ....


الحلقه الثالثه والعشرون .. الكيلانيه ..

الحمد لله الذي جعل الصلاح والتقوى باباً من أبواب العزة والرفعة وجعل
العلم نافذةً لكل خير فمن عرف بالتقوى والعلم أسندت إليه الإمامة والرئاسة
، فأين نحن اليوم من رئاسة تقام على الفساد وتعيش على الجهالة وينعق ويزمر
لها من إمامة ورئاسة أقيمت على التقوى وكان القرآن ديدنها ودستورها ، ومن
بين الذين عاشوا على التقوى وعلى المعرفة هذه العائلة عائلة إبراهيم
الداووري وظاهر الدين مرعشي وشرف الدولة محمد حكمة وقد سجلوا ببنائهم
الكيلانية تاريخاً خالداً لا ينسى .


الموقع :

تقع المدرسة في الناحية الشمالية لطريق باب السلسلة غربي الطازية مباشرة
ومقابل المكتبة الخالدية اليوم ، يحد المبنى مباني قديمة في ثلاث جهات
والشارع من الجهة الرابعة .


المنشئ :

هو شرف الدولة محمد حكمة لاهيجان ورونكة أصلهم من إقليم جيلان قرب بحر
قزوين ، وكان أبوهما يعرف بهلوان وقد رجح مجير الدين أن قبر بهلوان مدفون
في التربة الكيلانية ، وهو أحد أفراد سلالة ناصر قائد اللهجية .


تاريخ الإنشاء :

أنشأت المدرسة كما أشارت الوقفية في عام 753هـ ، ولا يوجد هناك أية
نقوش على بوابة المدرسة ، إلا أن مجير الدين يقول : بأن الحاج جمال الدين
بهلوان ابن الأمير شمس الدين قرداشة بن شمس الدين محمد الكيلاني اللاهمي
المشهور بابن الصاحب كيلان قد أوصى أن يدفن في هذه المدرسة وتاريخ الوصية
في العاشر من شعبان سنة 753 هـ فعمرت هذه التربة وبها ضريحه ونقل إليها
كما أوصى به .


الوصف :

عبارة عن مبنى مدخله أشبه بمدخل باب القطانين تعلوه المقرنصات المملوكية ويتخلله مدخل إلى المبنى حيث يقسم إلى ثلاثة أقسام :
1 - غرفتان مقببتان لقبور قرب الشارع تنفصلان عن بعضهما بمدخل ودهليز
ويعلو هذا كله غرفة مقببة ، الغرفة الشرقية تحتوي على قبر قد يكون لجمال
الدين .

2 - ساحة وسط سماوية بتراجعين مقوسين في الحائط الشرقي والغربي .

3 - قاعة معقودة في الزاوية الشمالية الغربية للبقعة وفوقها قاعة أخرى .

أما المباني الأخرى في الناحية الشمالية للساحة فلا تخص الكيلانية
ولا يوجد نقش في المبنى ، ذكره مجير الدين بأنه يقع غربي الطازية وتذكره
الوثائق العثمانية بأنه الحد الشرقي لبيت في جزء من شارع داود معروف بسوق
القشاش ، والحد الجنوبي للبيت هو الشارع وقوس الطشتمورية فوقه .


أوقاف المدرسة :

الوقفية في دفتر الوقفيات رقم 602 بأن هناك أملاك زراعية في الرملة
أحدها يسمى بأرض العجمية والتي كانت تدر دخلا مقداره 400 قطعة نقدية ، فضل
الله بن نضية عين مدرساً عام 1129هـ ثم حصلت عدة تعيينات بعد عام 1156هـ ،
كانت هذه التعيينات تتركز في عائلة واحده معظمها آل الداوودي اشتهرت
المدرسة بتدريس القرآن الكريم ، وقسمت المدخولات على المدرسين وعلى الطلبة
وعلى أعمال إضاءة المصابيح ، ثم آل الوضع إلى عائلة الأنصاري .


المدرسة اليوم :

حال المدرسة اليوم كمعظم المدارس تسكنه عدة عائلات من بيت المقدس وقد
تأثرت المدرسة نتيجة تحويلها إلى سكن عائلات إلى بعض الزيادات وضياع بعض
معالمها الأساسية ، إلا أن بوابتها لا زالت كما هي يشاهدها المار والداخل
إلى الأقصى من باب السلسلة .

الحلقه الخامسه والعشرون من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ....


الحلقه الخامسه والعشرون ... الجاوليه ....

الحمد لله الذي جعل معالم الإسلام ظاهرة وجعل مدارسها عامرة وسخر لهذه
المعالم على طول الزمان من ينفق عليها ويهتم بها ، وأصبحت هدفاً للتنافس
بين الصالحين وبين الأمراء والسلاطين ، إلى أن حلّت بديار المسلمين الفتن
والضعف والوهن فهدمت معالم ودمرت أركان وأصبحت مراتع للغربان .

ورغم هذا فإن الجاولية أحد هذه المعالم ما زالت شاهدة على صفاء العقيدة وعلى إخلاص القادة الذين أوقفوا مثل هذه المعالم .


الموقع :

تقع الجاولية في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك وبالتحديد في
الزاوية الشمالية الغربية بجانب المدرسة العمرية على الجزء الصخري من
الحائط.


المنشئ :

منشئ المدرسة ومؤسسها هو الأمير علم الدين سنجر الجاولي وأصله من آمد من
ديار بكر ، عمل سنجر مع الناصر محمد كحاكم لغزة ثم اعتقل بعد ذلك وبعد أن
أمضى فترة أفرج عنه وعادت له إمارته في القاهرة ، حيث عمل مفتشا لمدرسة
ومستشفى قلاوون .

بعد وفاة الناصر أرسل سنجر إلى حماة كحاكم ثم إلى غزة مرة أخرى ثم عاد إلى
القاهرة ليترأس القوات المحاصرة لأحمد بن الناصر في الكرك . بنى مدرسة
وتربة في القاهرة ومسجداً وأروقة في غزة إلى جانب ساحة عامة ومكان إقامة
رسمي وحماماً وخاناً ومستشفى ، كما بنى خان ومسجد في اللد وقناة مياه في
أرسوف ومسجداً في الخليل .

ولد في عام 653هـ/1255م ، وتوفي في عام 745هـ/1345م . وكان عالماً تقياً متخصصاً بالفقه الشافعي ذكره السبكي في أكثر من موقع .


تاريخ الإنشاء :

أسست المدرسة في عام 685هـ في الفترة المملوكية وهي الفترة التي كان بها
سنجر حاكماً لمنطقة فلسطين وغزة ، ولا توجد على المبنى نقوش ويبدو بأن
النقوش قد أزيلت ، ففي بداية القرن الخامس عشر أعيد ترميم الجاولية
لاستعمالها كحاكمية للقدس واستخدمت في الفترة العثمانية كمقر للحكم
العثماني حتى عام 1870م عندما انتقل الباشا الجديد إلى السرايا بقيت فارغة
، وفي زمن حكومة الانتداب البريطاني اتخذت مقراً للشرطة وفي عام 1938م
اتخذها المجاهدون مقراً للجهاد المقدس ، وفي الأربعينات ومع بداية الحكم
الأردني أصبحت جزءاً من المدرسة العمرية ، وهي ما زالت حتى هذا اليوم جزء
من المدرسة ولكنها خراب .

وصف المدرسة :

تتكون الجاولية من إيوان كبير على جهة القبلة وعلى جانبيه غرفتين على
الناحيتين وتطل على الحرم عبر خمس نوافذ ولها واجهات من الحجر الأبلق شرقي
هذه الغرف الثلاث أقيمت هناك مباني جديدة تخص المدرسة العمرية وهي مدرسة
ابتدائية افتتحت عام 1923م وهناك ساحة مستطيلة شمال الغرف الثلاث المدخل
إليها من الشمال عبر شارع السراي سابقاً وهو طريق الآلام اليوم .

وهناك غرف من النواحي الشرقية ، الشمالية ، والغربية للساحة ، في زمن الاحتلال الصليبي أضيفت غرفة استعملت ككنيسة لفرسان الهيكل .

حينما تم تحرير القدس عادها الأيوبيون واستعملت هذه الغرفة كقبر لأمير
أيوبي ، معظم المدرسة تم تدميرها في العشرينات ولم يبقى منها إلا آثار
بسيطة وجميع المباني المحيطة بها مباني عثمانية .

المدرسة اليوم :

ما زالت المدرسة خربة بقي منها غرفتان فقط ، وقد تم افتتاح نفق الدماء من
تحتها وهي تستخدم اليوم كبرج من قبل الشرطة الإسرائيلية والسياح الأجانب
لمراقبة ما يجري في المسجد الأقصى المبارك .

الحلقه السابعه والعشرون من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ....

الحلقه السابعه والعشرون .... المدرسه الاسلاميه...

الحمد لله الذي جعل الفهم الإسلامي والعقائدي محور يلتقي عليه
المؤمنون ، ففي اليوم الذي رحل فيه أهل صرفند هدم فيه مسجدهم ، وفي اليوم
الذي يسكت فيه عن هدم مسجد هنا أو هناك في هذا اليوم يتحرك مجلس الحاخامات
لأخذ إذن من العالم لهدم الأقصى وبناء الهيكل مكانه أو في ساحاته ، ومن
الواضح تماماً في الآونة الأخيرة ظهور تيار حكومي وشعبي وديني لتدمير ما
تبقى من معالم الأقصى وافتعال أية قضية لإخراج المسرحية القادمة ومع ذلك
فإن مدرسة إسلامية ستبقى تعلمنا أن سلامة الأقصى أعز وأهم من سلامة أمة
الإسلام جميعاً ، وأن جميع ما تملكه الأمة من أموال وبنين وطاقات يجب أن
يسخر لاسترجاع كرامة الأقصى وسلامته من الاعتداء .

ومع عنوان السلامة في الأقصى مع المدرسة السلامية نستجلب الخير ونستبشر بالسلامة بإذن الله رب العالمين .

الموقع :

تقع في الناحية الشرقية لطريق باب فيصل شمالي المدرسة الدوادارية


تاريخ الإنشاء :

أنشأت في عام 738هـ بينما مجير الدين يقدره بعام 700هـ والصحيح ما أثبته بور غوين أنه بعد عام 738هـ .


المنشئ :

هو التاجر مجد الدين أبو الفدا أسماعيل السلامي ولد عام 671 في
السلامية وهي مدينة في العراق تبعد مسافة يوم واحد من الموصل على نهر دجلة
لعب دوراً هاما في حكم الناصر محمد ، حيث كان يستورد المماليك تفاوض مع
الحاكم الخانيد أبو سعيد حاكم المغول ، كان له بيت في القاهرة وبنى هذه
المدرسة في القدس من خلال زيارته لها ، كان نشيطاً جداً وصاحب رأسمال
فأوقف قرى كثيرة من القدس والقاهرة وكان أشهرها قرية أراق في بعلبك على
المدرسة .

توفي في جمادى الثانية 743هـ بعد وفاة السلطان ناصر محمد ودفن في المقبرة التي بناها لنفسه خارج باب النصر بالقاهرة .


وصف المدرسة :

مدخل المدرسة الرئيسي هو من طريق باب العتم باب فيصل ومنه ندخل إلى دهليز
وممر قصير ثم إلى ساحة سماوية كبيرة تحيطها الغرف من النواحي الشمالية
والشرقية والجنوبية .

وهناك قاعة معقودة في الزاوية الشمالية الغربية . ودرج في الزاوية
الجنوبية الغربية يؤدي إلى السطح وهي عبارة عن أربعة غرف معقودة أنشئ
حولها مباني عثمانية في الأعلى ولا يوجد عليها أية نقوش أو حجر تاريخ يشير
إلى تاريخ البناء .

على الأغلب أن السلامية هي نفسها الموصلية إذ أن الموصليين الذين جاؤوا من
الموصل أوقفوا عليها أوقافهم بعد مؤسسها الأصلي السلامي وهي معروفة في
القدس بالموصلية وتسكنها الآن عائلة مقدسية من دار جار الله .


أوقاف المدرسة :

ذكر في سجل المحكمة الشرعية 522هـ أنه في عام 831هـ أوقف الشيخ مجد الدين
عبد الملك بن أبي بكر الموصلي ثلث دخل عدة أراضي في الموصل للمدرسة ، كما
أوقف المذكور قطعتين من الأرض قرب القدس وأوقف حفيد المذكور صدر الدين بن
أحمد بن عبد الملك الموصلي ربع الدخل إلى زاوية أنشأها أجداده في دمشق
وإلى المدرسة السدنية .

وفي وقفية مجد الدين اشترط الانفاق على المدرسة ومن فيها كما يلي : -

لمدرس القرآن 15 درهم في الشهر يعلم 6 أشخاص يومياً لمدة سنتين حيث يتلقى كل من الطلبة 7:30 درهم في الشهر .

كما اشترط الإنفاق على المحدث يقرأ من صحيح البخاري خلال أشهر رجب ، شعبان ورمضان أن يتلقى 20 درهم في الشهر .

وبقية الأموال الزائدة تنفق على المعتكفين الذين يأتون من الموصل إلى هذا الوقف .


أشهر شيوخ المدرسة :

1 - خليفة بن مسعود : جاء القدس في عام 784هـ وعمل إماماً لمسجد المغاربة ومدرساً في المدرسة .

2 - أبو عبد الله محمد بن خليفة : خلف والده وكان شيخاً للصوفية على طريق أبي مدين بالإضافة إلى رئاسته للسلامية .

3 - محمد : وهو ابن الشيخ السابق وقد خلف أباه في الموصل .

4 - جار الله لطفي : مدرساً ومتولياً لوقف المدرسة .


ختاماً :

إنّ لنا في التاريخ عبرة ولنا في التفكر لذة ولن ننحني ولن نركع أمام
هذه الهجمات فحروب الصليبية دامت عشرات السنوات وهجمات التتار دامت ردحاً
من الزمن وما أنجبت غير صلاح وغير قطز .

ولنا في التاريخ عبرة وستعود السلامية ويعود حقنا في صرفند .

الحلقه التاسعه والعشرون من سلسلة تعرف على جوانب الاقصى ..


الحلقه التاسعه والعشرون ... العمارة النسائية والخاتونية ...

الحمد لله الذي جعل في أمة الإسلام مبدعين ومبدعات ومهندسين ومهندسات ،
وجعل المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ، ولم يكن هناك في يوم من الأيام معركة مزيفة تخاض باسم المرأة
لتحطم دينها وشرعة ربها ، بل كان التكامل والبناء والعطاء .

فإلى نسوة العصر اللواتي يحاولن أن يهدمن حصوننا من الداخل إليهن نموذج
هذه المدرسة والتي بنتها إمرأة وإلى أخواتنا وأهلنا إلى نساء الإسلام في
هذا العصر أعجز من أن تكون فيكن سيدة خاتونية جديدة .

إنني بهذه الحلقة أقدم برهاناً ساطعاً على جزء من دور المرأة المسلمة كما استنهض بها الهمم من جديد .


الموقع :

تقع في الحد الغربي للحرم عند باب الحديد يحدها من الشمال الطريق
المار إلى المسجد الأقصى ومن الجنوب سوق القطانين ومن الشرق والغرب مباني
ومدارس .


سبب التسمية ومعناها :

سميت كذلك نسبة إلى أوغل خاتون وكلمة خاتون تركية معناها السيدة.


تاريخ الإنشاء :

أنشأت هذه المدرسة بعد عام 750هـ بقليل ، إلا أن البناء لم ينته إلا
بعد نحو 25 سنة عندما صدرت الوقفية الثانية بتاريخ أواخر جمادى الثاني 782
هـ .


المنشئة ( المؤسسة ) :

المنشئة هي أوغل خاتون ابنة شمس الدين محمد بن سيف الدين المعروفة
بالقازانية ، وهي من بغداد ، أما السيدة التي أنهت البناء هي أصفهان شاه
ابنة الأمير قازان شاه ، وقد تكون هاتان السيدتان حاجتين من عائلة تركية
أو مغولية .

هناك ربع من القرآن موجود في المتحف الإسلامي في القدس مهدى من أوغل خاتون
في 760هـ لاستعماله في زاوية الخاتونية التي بنتها في القدس وتشير مذكرة
الوقف إلى أن التي أهدت الربع هي بانية لمؤسسات خيرية ودينية ومربية
للأمراء والسلاطين وحاجة وابنة الأمير محمد ، وهذا يدل على أن اوغل خاتون
عاشت في القدس لعدة سنوات .

ويشير نسبها إلى المقام العالي لعائلتها ، أما لقب القازانية فقد يعني
أنها كانت متزوجة من قازان شاه ، وقد تكون أصفهان شاه ابنتها التي ربما
أضافت للبناء امتداداً فوق رواق الحرم .



وصف المدرسة :

المدخل الذي بني أساساً كجزء من الأرغونية يؤدي إلى غرفة معقودة ثم إلى
ساحة سماوية تحيطها غرف في النواحي الجنوبية والغربية والشمالية ، وهناك
إيوانان يواجهان بعضهما بعضاً في الطرف الشرقي للساحة ، وفي هذه البقعة
قاعة مع محراب وغرفة قبر مع غرفة أمامية ملاصقة .

خضع المبنى لتعديلات متعددة ثم بنيت أبنية متأخرة في الساحة وأسطح الغرف
حول الساحة ، ولا يوجد نقش على المبنى ، ومجير الدين يضع موقعها في منطقة
باب الحديد بينما يذكرها العمري ، ولهذا فمن المعتقد أن الخاتونية لم تكن
موجودة قبل عام 745هـ .


أوقاف المدرسة :

يحدد نص مجير الدين بأن الوقفية الأصلية لأوغل خاتون كانت تتألف من مزرعة
معروفة بظهر الجمل والتي لسبب غامض غيرت اسمها إلى بطن الجمل لا يذكر مجير
الدين إضافات أصفهان شاه ولكن الدفتر 2 ، 6 يذكر هذه الإضافات كالتالي : -

1 – 5 قطع أراضي في قصر البكجوري في الشام معروفة بالمرعي وكانت تدر دخل قيمته 160 قطعة نقدية .

2 - بيت في حي صهيون يدر 80 قطعة نقدية سنوياً .

3 - بيت إلى يمين باب الحديد قرب رباط السلطان .

4 - دكان قرب الطاحون يدر 10 قطع نقدية .

5 - طبقة معروفة بحوض الفتوح .

6 - دكان في سوق القطانين .


تاريخ المدرسة :

ويبدو أن الخاتونية كانت تستعمل – ولو جزئياً – كسكن للأمراء البارزين
المرسلين إلى القدس الذين كان موضعهم في تساؤل ، فعلى سبيل المثال أرسل
الأمير خيريك الزاهري خشقدم الذي كان مصاحباً للسلطان من مكة إلى القدس
حيث توفي فيها ، وهناك الأمير جاني بيك الذي اعتقل في العقبة أرسل إلى
القدس حيث توفي في الخاتونية ، وهناك حاكم دمشق قنسوة اليحيوي الذي هزم
على يد كراكو يونلو أرسل إلى القدس وسكن في الخاتونية ، وهناك الأمير يزبك
الجمالي الذي توفي فيها .

في الفترة العثمانية كانت إدارة الخاتونية وأوقافها في أيدي عائلة ابن
جماعة فقد أصبح 964 حافظ الدين بن عبد النبي بن جماعة – مفتي القدس –
شيخاً للخاتونية براتب يومي قدره قطعتان من العملة السائدة ، وقسمت وظيفة
البواب بين اخ – طه – وابن – أحمد – للمشرف السابق محيي الدين بن جماعة .

بعد مائة سنة تقريباً قدم المشرف على الخاتونية والزمانية تقريراً حول
حالة المبنيين مع تقييم لتكلفة التعمير التي وصلت في حالة الخاتوني إلى
300 قرش وذكر أن هناك حاجة لتعمير الأوضة الغربية والغرفة الأخرى قربها
والمرتفق والدهليز والستارة الغربية الواقعة في جامع المدرسة والجامع نفسه
والمرقد فيه .